السؤال: كيـف نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف؟
الجواب
ورد سؤال إلى الشيخ أحمد وسام من شخص يقول:" كيـف نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف؟".
في إجابته، قال وسام إن سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يقول ويعلمنا "لا تجعلوا بيوتكم قبورا" ونريد أن نحييها بسنة سيدي علي الشوني نورالدين، وهو أول من عمل مجالس الصلاة على سيدنا النبي في الجامع الشريف.
وأضاف أمين الفتوى عبر فيديو نشرته قناة الناس عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، بأننا نريد أن نحيي بيوتنا بمجالس الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم-ولو ليلة كل أسبوع، بأن نجمع الأولاد والأهل ونحضر لهم ما يشتهون، لكي نجمعهم على الصلاة على رسول الله في مجلس من الوقت ما نستطيعه.
وأوضح وسام أن ما أجمل أن يجتمع الناس على الصلاة علي النبي محمد، وحبه، منوها في ذلك بأنه إن أحب الناس نبيهم وأحيوا هذه السنة في بيوتهم لصلحت أحوالهم وصلح أولادهم وصلحت زوجاتهم.
وبين أمين الفتوى بأن النبي صلى الله عليه وسلم بشرنا بأنه "من صلي علي صلاة صلى الله بها عليه عشرا والبخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي" وهو بخيل في الحقيقة على نفسه لأنه لإن صلى علي النبي مرة واحدة فإن الله سبحانه وتعالى يمنحه بها عشر صلوات، فإن لم يصل فقد حرم نفسه وبخل على نفسه بهذا العطاء المديد.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
ماهو حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ وهل شراء عروسة المولد حرام حيث بشبهها البعض بأصنام الجاهلية؟ ".
الجواب
وأجابت دار الإفتاء المصرية بأن الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
ويأتي موعد المولد النبوي الشريف 2022 في مصر يوم السبت 8 أكتوبر الموافق 12 ربيع الأول، وسيكون يوم إجازة رسمية، فقد حددت قائمة العطلات الرسمية لعام 2022 إجازة المولد النبوي يوم السبت 8 أكتوبر.
ويعتبر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف من أفضل الأعمال وأعظم القربات لدى المسلمين لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري.
حكم الاحتفال بالمولد النبوى:
لا يزال الجدل دائرا حول حكم الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف، وشراء وتناول الحلوى، ما بين مؤيد لهذه الاحتفالات بضوابط الشرع الحنيف، ومعترض استنادا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمثل هذا الاحتفال في حياته، ولا الصحابة أيضا، فيما أكد الأزهر الشريف ودار الإفتاء، مشروعية الاحتفال من باب الفرح بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ونشرت دار الإفتاء المصرية بيانًا عبر موقعها الرسمي عن جواز الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف جاء فيه:
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه الحاكم في «المستدرك» وقال عَقِبَهُ: [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ] اهـ. ورواه مسلم.
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -». هذا الحديث أصل في الاحتفال والاهتمام بالمولد النبوي الشريف، حيث إنه صلى الله عليه وآله وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام.
وتابعت دار الإفتاء: «وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإِلهي معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي، ووجوده بين أظهرنا، وهدايتنا لشريعته، مما تقره الأصول».
وأضافت: «ولقد كان الاحتفال هنا من قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منصبًّا ومبنيًّا على أصغر وحدة بنائية في الزمن الكامل، وهو اليوم، فلم يصم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة في السنة، ولا مرة في الشهر، ولكن نفس اليوم، كل يوم اثنين، فلا يوجد أصغر من اليوم كوحدة زمانية، وبالتالي كان صيام ذلك اليوم مرات كثيرة جدا، الله أعلم متى بدأها سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام من عمره الشريف».
وأشارت دارالافتاء: «ورغم إفادة الحديث القطعية واليقين في عموم الاحتفال والاهتمام بهذه اليوم فلا تزال ثلة من خوارج العصر تصر على بطلان المعنى والمغزى المستفاد من الحديث. حصلت مداولات وأخذ ورد كثير استغرق عشرات بل مئات السنين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريعة، واستخرج المؤيدون أدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس. فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ وهو يفيد سنية واستحباب تذكر الأيام العظيمة القدر لا في حياة المسلمين فقط وإنما في مسيرة أهل الأرض جميعا، ولا شك أن يوم مولد سيد الخلق هو من أحق الأيام وأولاها بالتذكر والاحتفال والاهتمام. ومن السنة: الحديث الذي بين أيدينا وقد بينا وجه الاستدلال به هنا».
وواصلت دار الإفتاء في بيانها: «واحتج الشيخ ابن الجزري (الإمام في القراءات والمتوفى سنة 833هـ) بخبر أبي لهب الذي رواه البخاري وغيره عندما فرح بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأعتق (ثويبة) جاريته لتبشيرها له، فخفف الله عقابه وهو في جهنم؛ فأشار إلى أنه إذا كان هذا الكافر الذي نزل القرآن بذمِّه جوزي -وهو في النار- بفرحه ليلة المولد؛ فما حال المسلم الموحد من أمته حين يُسرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته. وأما الإجماع: فهو استمرار العمل بالاحتفال بالمولد النبوي إلى يومنا هذا في جميع البلدان العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي».
اقرأ أيضا:
انشغالي بالعمل يجعلني غير حريص بالسنن والمستحبات..هل علي إثم؟ اقرأ أيضا:
هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)