رصد علماء الفلك كميات كبيرة من الفوسفور في المحيط الجليدي لقمر زحل إنسيلادوس، وأشارت الحسابات إلى أن مياه قمر زحل تحتوي على كميات كبيرة من مركبات الفوسفور على شكل أملاح مختلفة من حمض الفوسفوريك، يمكن مقارنتها من حيث نسبة التركيز بنظيراتها في محيطات الأرض.
وقد قام علماء الكواكب بحساب خصائص المحيط تحت الجليدي لإنسيلادوس، وذلك استنادا إلى بيانات أرسلها مسبار "كاسيني" الأمريكي فتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن العديد من مركبات الفوسفور موجودة في هذا الحوض المائي خارج الأرض، وقال الباحثون في مقال نشرته المجلة الفلكية العلمية PNAS إن هذا الأمر يزيد إلى حد بعيد من فرص وجود حياة داخل قمر زحل هذا.
وجاء في المجلة:" تشير حساباتنا إلى أن مياه القمر إنسيلادوس تحتوي على الفوسفور بكمية أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقا. ووفقا لتقديراتنا، فإن هذا العدد يمكن مقارنته عموما بعدد مركبات الفوسفور الموجودة في محيطات الأرض. ويعتبر ذلك حجة أخرى لصالح احتمال وجود كائنات حية في المحيط تحت الجليدي في إنسيلادوس".
يذكر أن علماء الفلك بدأوا يركّزون اهتمامهم على قمر زحل إنسيلادوس عام 2005 عندما اكتشف مسبار "كاسيني" الأمريكي، الذي وصل نظام كوكب زحل قبل ذلك بعام واحد، ينابيع ساخنة على سطحه.
وأظهرت عمليات الرصد التي أجراها العلماء بواسطة "كاسيني" أن تلك الينابيع تُطلق تيارات عملاقة من الماء الساخن والبخار إلى الفضاء الخارجي من أربعة شقوق متوازية بالقرب من القطب الجنوبي تسمى بــ"خطوط النمر".
ودفع هذا الاكتشاف بالعلماء إلى التساؤل عن مصدر هذه الانبعاثات. ووردت الإجابة عن هذا اللغز بعد عشر أعوام، أي في مارس عام 2015 حين أظهرت القياسات التي أجراها "كاسيني" أنه يوجد في أحشاء إنسيلادوس محيط عالمي من الماء السائل والساخن. وأثار اكتشافه مزيدا من الجدل حول ما إذا كانت الحياة يمكن أن توجد داخل هذا الخزان المائي تحت الجليد.
العلماء لا يزالون يجادلون حتى الآن حول ما إذا كانت العناصر الحيوية موجودة في مياه إنسيلادوس بكميات كافية لوجود حياة هناك. ويحتل الفوسفور أحد المواقع المركزية في هذا الجدل، مع العلم أنه يلعب دورا مهما في عمل جزيئات الحمض النووي والحمض النووي الريبي، وكذلك الدهون والعديد من المركبات العضوية الأخرى.
تلقى فريق من علماء الكواكب بقيادة، كريستوفر غلاين، الباحث البارز في معهد جنوب الغرب للبحوث العلمية في بولدر الأمريكية تلقى تقييمات دقيقة أولى لنسبة تركيز مركبات الفوسفور في مياه إنسيلادوس، واستخدم العلماء في حساباتهم بيانات عن درجة الحرارة والكثافة والتركيب الكيميائي والخصائص الأخرى للمحيط تحت الجليدي على قمر زحل هذا والتي جمّعتها بعثة "كاسيني" أثناء التحليق عبر مقذوفات ينابيع إنسيلادوس.
أشارت تلك الحسابات إلى أن مياه قمر زحل تحتوي على كميات كبيرة من مركبات الفوسفور على شكل أملاح حامض الفوسفوريك المختلفة، والتي يمكن مقارنتها، من حيث نسبة التركيز، بنظيراتها في محيطات الأرض. وكانت تلك النسبة أعلى بحوالي 3-4 أضعاف مما افترضه العلماء سابقا.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر