افتتح الوفد الأزهري الذي أوفده الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى جمهورية «جامبيا» برئاسة د. نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، د. نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير الوافدين، ثاني مراكز تعليم اللغة العربية للأطفال غير الناطقين بها بمدينة بركاما بجامبيا، وبحضور قنصل مصر في السنغال عامر مزروع -قنصل غير مقيم في جامبيا-، ممثلين للمؤسسات التعليمية والدعوية في جامبيا.
في البداية عبّر الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عن سعادته على الاهتمام بالنشىء والحرص على ربطهم بلغة القرآن، من خلال تخصيص مركز لتعليمهم اللغة العربية وفق منهجية معتبرة، كما أن التعاون بين دولة جامبيا والأزهر من خلال الإشراف الفني على هذه المراكز يعكس مكانة الأزهر التاريخية في الحفاظ على اللغة العربية، ودوره الريادي في التعليم والدعوة.
وأضاف الأمين العام، أن تمدد الأزهر في العالم الإسلامي من خلال منهجه الوسطي ومبعوثيه، يعزز دوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية بكل مكوناتها، كما أنه نقطة اتصال لمصر بينها وبين دول العالم، ترسل من خلالها أشعتها الثقافية والحضارة لكل المجتمعات، وقد نجح الأزهر طوال تاريخه في القيام بهذا الدور، مما جعل دول العالم في الأزمات الفكرية التي تطرأ بين الحين والآخر تلجأ إلى الأزهر في ضبط بوصلة وميزان الفكر.
من جانبها قالت د. نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير الوافدين، إن مرحلة الطفولة هي مرحلة تأسيس وهي المرحلة التي ستقوم عليها كل المراحل اللاحقة في حياة الإنسان، لذا فإن تعليم اللغة العربية للأطفال يساعدهم في معرفة حضارتهم الإسلامية في مرحلة مبكرة من عمرهم، والتآسي بها ليشاركوا في رفعة أوطانهم، من خلال فهمهم لمكونات حضارتهم الإسلامية، وتطبيق هذا الفهم على حياتهم، بالإضافة إلى أنها تساعدهم في فهم التراث العلمي والأدبي للمسلمين الأوائل، فلا يكونوا عرضة لكل محاولات التشكيك في تراث أمتنا الإسلامية.
وأوضحت الصعيدي، أن الأزهر يسعى لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، في إطار الدور الذي يقوم به في نشر الثقافة الإسلامية لجمهور المسلمين حول العالم، وهو ما يتطلب وجود رباط يساعد في فهم هذه الثقافة ومن هنا ظهرت أهمية التوسع والانتشار في إنشاء المراكز التي تقوم على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بالإضافة إلى كون اللغة العربية مكون أساس من مكونات الثقافة الإسلامية.
لقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد خطبة الجمعة اليوم بمسجد «قصر الرئاسة» على هامش جولة وفد الأزهر إلى جمهورية «جامبيا»، حيث جاءت الخطبة تحت عنوان: «العمل الصالح ضرورة حياتية وفريضة دينية»، وذلك بحضور نائب رئيس الجمهورية نيابة عن رئيس الجمهورية، ووزير الثقافة والسياحة وعدد من المسئولين بالدولة.
وأكد الأمين العام خلال الخطبة أن الله خلق الإنسان لخلافته في الأرض وعمارة الكون وهذا ما يدفع بالعبد إلى السعي في العمل الصالح والحرص عليه والدعوة إليه والترغيب فيه خصوصًا وأن ذلك له ثمار ونتائج في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا فإن يتمثل في تحقيق مبدأ الاستخلاف بمعناه الصحيح الأمر الذي يدفع إلى البناء ويسهم في العمران ويساعد علي التعاون ويقضي على الشقاق فيسود الأمن ويعم الخير، وكذلك فإن خلود الاسم وبقاء العمل أحد نتائج العمل الصالح في الدنيا.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وقال الأمين العام إن الأمر الثاني فيما يتعلق بأهمية العمل الصالح والتحلي بقيمه أنه تحقيق للإيمان بمعناه الصحيح، واكتساب الحياة الطيبة والسعادة في الأولي والآخرة، وكذلك فإنه سبيل مهم لحفظ الذرية والأهل والولد، بالإضافة إلى دوره في المساهمة في البناء والتنمية.
وأوضح أنه من أهم النتائج الإيجابية التي يحققها العمل الصالح هو سدّ الطرق وغلق الأبواب أمام التفكير المنحرف والاتجاهات السيئة التي يروج لها البعض ويتخذ من الدين مطية لتحقيق أهدافه الخاصة، كذلك فإن العمل الصالح ينتج محبة الله والقرب منه، وهو طريق مهم لتفريج الهم والغم والكرب، كما أنه يورّث المودة في قلوب العباد وعند الله تعالي.
وبيّن عياد في خطبته أن العمل الصالح لا يقتصر على الدنيا فقط وإنما تمتد عواقبه العظمى في الآخرة عندما يرزق الإنسان بحسن الخاتمة، والبشارة بالجنة، والأمان من العذاب، والجزاء الكبير والثواب الجزيل، بالإضافة إلى البشارة الكبرى برؤية الله –جل وعلى- في الآخرة