حثت دراسة أمريكية، 52 مليون مدخن سابق في الولايات المتحدة على أن يلتزموا بنمط حياة صحي لتقليل مخاطر الوفاة المبكرة.

وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "جاما نتوورك أوبن"، قال الباحثون من المعهد الوطني للسرطان، التابع للمعاهد الوطنية للصحة، إنه لوحظ انخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب وأمراض الرئة وأمراض أخرى.

وارتبط الالتزام بالتوصيات المستندة إلى الأدلة العلمية للحفاظ على وزن صحي للجسم، والحفاظ على النشاط البدني، وتناول نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول، بانخفاض في خطر الوفاة للمدخنين السابقين، بنسبة 27 في المائة خلال فترة الدراسة التي استمرت 19 عامًا، مقارنة مع أولئك الذين لا يتبعون أسلوب حياة صحي.

وقالت ماكي إينو-تشوي، المؤلف الرئيسي للدراسة لوكالة "يو بي آي": خلاصة القول هي أن المدخنين السابقين يستفيدون من الإقلاع عن التدخين وسوف يستفيدون أكثر إذا التزموا بجوانب أخرى من نمط الحياة الصحي".

اظهار أخبار متعلقة

التقليل من خطر الوفاة بشكل كبير

ولا يزال المدخنون السابقون معرضون لخطر الإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة أكثر من غيرهم ممن لم يدخنوا مطلقًا، كما أشارت إينو-تشوي، عالمة الأوبئة في قسم علم الأوبئة والجينات السرطانية في المعهد الوطني للسرطان.

وأوضحت أنه من المهم تحديد ما إذا كان الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين يمكن أن يقللوا بشكل أكبر من خطر الوفاة من خلال تبني توصيات أخرى تتعلق بنمط حياة صحي. وأشارت إلى أن نتائج الدراسة تشير إلى أن هذا يمكن أن يحدث.

ومن أجل الحصول على أكبر فائدة، من الأفضل الالتزام بالعديد من التوصيات المتعلقة بنمط الحياة، بحسب إينو-تشوي. ولكن حتى المدخنين السابقين الذين تبنوا توصية واحدة بشأن نمط الحياة حققوا فوائد. وأضافت أنها في الواقع، فوجئت برؤية الارتباطات القوية بنمط الحياة.

وشمل التحليل الجديد حوالي 160 ألف مدخن سابق شاركوا في دراسة النظام الغذائي والصحة NIH-AARP. وأكمل المشاركون استبيانات حول نمط الحياة والتركيبة السكانية والمعلومات الأخرى المتعلقة بالصحة عندما انضموا إلى الدراسة بين عامي 1995 و1996.

وكان متوسط عمر المشاركين 62 عامًا عندما بدأت الدراسة، مات 86 ألفًا و127 شخصًا منهم. واسترجع المحققون معلومات الوفاة، بما فيها سبب الوفاة، من مؤشر الوفيات الوطني.

الإقلاع عن التدخين يجنب المخاطر الصحية 

وقام الباحثون بحساب مجموع نقاط الالتزام لكل مشارك، بدءًا من عدم الالتزام بالالتزام الكامل، ودمج إرشادات منظمة الصحة العالمية، وإرشادات النشاط البدني للأمريكيين، والمبادئ التوجيهية الغذائية للأمريكيين.

وسجل المدخنون السابقون الذين حصلوا على أعلى درجات الالتزام بنمط الحياة الصحي انخفاضًا بنسبة 24 في المائة في خطر الوفاة من السرطان، و28 في المائة من أمراض القلب والأوعية الدموية، و30 في المائة من أمراض الجهاز التنفسي.

ووفقًا للعلماء، فإن الانخفاض في خطر الوفاة لوحظ بغض النظر عن الحالة الصحية للشخص، والحالات الصحية الأخرى، وعدد السجائر التي دخنوها في السابق في اليوم، والسنوات التي انقضت منذ الإقلاع عن التدخين والعمر الذي بدأوا فيه التدخين.

وقالت إينو-تشوي: "وجدنا دليلاً على أن جميع المدخنين السابقين سيستفيدون من الالتزام بتوصيات نمط الحياة الصحي... بغض النظر عن مقدار تدخينهم في اليوم أو منذ فترة توقفهم عن التدخين".

وأضافت: "الرسالة الرئيسية للصحة العامة هي أن جميع المدخنين السابقين قد يستفيدون بشكل إضافي من الالتزام بتوصيات نمط الحياة الصحي، بغض النظر عن استخدامهم السابق للتدخين".