أخبار

تعرف على أهم الفروق بين عفو الله ومغفرته

أمر هام كلما فعلته تكون حبيب الله وأقرب إلى رسول الله.. مقطع لا يفوتك

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر

لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)

10خطوات تعين المؤمن علي الابتعاد عن المعاصي .. اتبع هذه النصائح

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

إذا كنت خجولًا.. تقول نعم بدلًا من لا.. فتدرب على "الحزم" في 8 خطوات

أول من يكسى في النار.. هذه حلته

"واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله".. هل نتقي اليوم.. أو نتقي ما ينشأ في اليوم؟ (الشعراوي يجيب)

إمامة الفاسق.. لا تنظر بعين وتترك الأخرى

بقلم | أنس محمد | الاحد 07 يناير 2024 - 09:00 ص


تحدث بعض الأزمات في بيوت الله نتيجة نظر الناس لغيرهم بشيء من التشكيك وسوء الظن، حتى إن بعضهم يهجر المسجد إذا صلى شخص لا يعجبه، ويتهمه بالفسق، وهذه آفة من الآفات الخطيرة التي تعمل على الشقاق والنفاق والصراع في بيوت الله التي جعلت ليذكر فيها اسم الله وليست من أجل الشجار والخلاف.

قال االله تعالى في سورة النور: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)".

 فكم من خلاف حدث وشجار بالأيدي حدث في المسجد نتيجة رفض البعض إمامة البعض، خاصة في المناطق الشعبية والريف، نظرا لسوء ظن البعض بالبعض، واتهامه بالفسق، الأمر الذي جعل من المساجد محلا لاتهام الناس في أعراضهم، وليست مكانا للعبادة.

وبالرغم من أنه لا خِلافَ بين العلماء بكراهة الصلاة خلف الفاسِق؛ لعدم الوثوق به على المحافظة على الشروط، ولأن في تقديمه تقليلَ الجماعة، وقلَّما يرغبُ الناس في الاقتداءِ به، إلا أن هناك شروطا لإقامة هذه الحجج، ولم تكن لمجرد سوء الظن بالناس، لأنها تفتح الباب للنفاق والتشرذم.

والفاسق لا يخلو من حالين:


الحالة الأُولى:أن يكون الإمامُ فاسقًا من جهة الأعمال، كمرتكب كبيرة من كبائر الذنوب؛ كالزنا، والسرقة، وشُرب الخَمْر، أو مُصِرًّا على الصغائر، وهذه كلها أمور يجب على المسلمين أن يروها رأي العين في الإمام الفاسق، ويشهدوا بها جميعا، ولا تعتمد على رأي فرد أو فردين


الحالة الثانية: أن يكون الإمامُ فاسِقًا من جهة الاعتقاد؛ بأن يحل حراما أو يحرم حلال.

والحالة الأُولى: وهي الفِسْقُ من جهة الأعمال؛ فقد اختلف العلماءُ فيها على قولين، أصَحُّهما: صحة الصلاة خلف الفاسق. وهو قول أبي حنيفة، وروايةٍ عن مالك، اختارها كثيرٌ من متأخِّري المالكية، وهو مذهب الشافعي، ورواية عن أحمد.

فعن أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ أَوْ يُمِيتُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا؟». قَالَ: قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ» رواه مسلم.

 وجه الدلالة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ بالصلاة خلف أئمة الجَور، وجعلها نافلةً؛ لأنهم أَخَّروها عن وقتها، وظاهِرُه أنهم لو صَلُّوها في وقتها؛ لكان مأمورًا بالصلاة معهم فريضة، ولا شك أنَّ مَنْ أمات الصلاةَ وصلاَّها في غَيرِ وقتها غَيرُ عَدْل.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُصَلُّونَ لَكُمْ [أي: الأُمراء والوُلاة]، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ [أي: فلكم ثَوابُ الصلاة، وعليهم عِقابُ ما أخطؤُوا]» رواه البخاري.

 ويقول العلماء إن كلُّ مَن صحَّت صلاتُهُ صحَّت إمامتُه، ولا دليلَ على التفريقِ بين صحَّةِ الصَّلاةِ وصحَّةِ الإمامةِ، فما دام هذا يُصلِّي صلاةً صحيحةً؛ فكيف لا أُصلِّي وراءَه؛ لأنَّه إذا كان يفعلُ معصيةً فمعصيتُه على نفسِه، لكنْ لو فَعَلَ معصيةً تتعلَّقُ بالصَّلاةِ بأنْ كان هذا الإِمامُ إذا دخلَ في الصَّلاةِ أتى بما يُبطِلَها، فلا تصحُّ الصَّلاةُ خلفَه؛ لأنَّ صلاتَه لا تصحُّ؛ لفعلِهِ محرَّماً في الصَّلاةِ؛ لأنَّ معصيتَه تتعلَّقُ بالصَّلاةِ، أما إذا كانت معصيتُه خارجةً عنها فهي عليه).

اقرأ أيضا:

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

 وأمَّا الحالة الثانية: الفاسق من جهة الاعتقاد وينقسم إلى قسمين:


الأول: أنْ تكون البدعةُ مؤدِّيةً إلى الكفر؛ كالمُنْكِرِ لليوم الآخِر، أو عِلْمِ الله تعالى؛ كغُلاةِ الجهمية.

 الثاني: أنْ تكون البدعةُ لا تُؤَدِّي إلى الكُفر؛ فقد اختلف العلماءُ فيها على قولين، الراجح منهما: صِحَّةُ الصلاةِ خلفَه. وهو قول الحنفية، والشافعي، ورواية عن أحمد.

فعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ؛ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه - وَهْوَ مَحْصُورٌ – فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرَى، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ، وَنَتَحَرَّجُ. فَقَالَ: «الصَّلاَةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ» رواه البخاري.

 فعثمان رضي الله عنه أجازَ الصلاةَ خلفَ هذا الإمام الذي خَرَجَ عليه، وشقَّ عصا المسلمين، فدلَّ على جواز الصلاة خلف المُبتَدِع.

 وكان ابن عمر رضي الله عنهما يُصَلِّي خلف الخوارجِ زمنَ ابنِ الزبير. قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله: (وَنَرَى الصَّلَاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ، وَعَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ).



الكلمات المفتاحية

إمامة الفاسق الخلافات في المساحد شروط الإمامة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تحدث بعض الأزمات في بيوت الله نتيجة نظر الناس لغيرهم بشيء من التشكيك وسوء الظن، حتى إن بعضهم يهجر المسجد إذا صلى شخص لا يعجبه، ويتهمه بالفسق، وهذه آفة