أظهرت دراسة جديدة، أن تناول الجوز بانتظام في وقت مبكر من الحياة قد يؤدي إلى صحة أفضل مع تقدم العمر.

وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين تناولوا الجوز في سن الشباب إلى منتصف البلوغ كانوا على الأرجح أكثر نشاطًا بدنيًا، ويتبعون نظامًا غذائيًا عالي الجودة ويطورون ملفًا أفضل لمخاطر الإصابة بأمراض القلب مع تقدمهم في السن.

فوائد المكسرات 

ويقول الباحثون، إن ما توصلوا إليه من نتائج في الدراسة التي نشرت في مجلة "التغذية والأيض وأمراض القلب والأوعية الدموية"، تتوافق مع إرشادات غذائية توصي بتناول المكسرات، مثل الجوز، كجزء من نظام غذائي صحي.

وراجع الباحثون من كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا، 20 عامًا من تاريخ النظام الغذائي و 30 عامًا من القياسات البدنية والسريرية في إطار بحث طويل الأمد، يتم تمويله جزئيًا من قبل لجنة الجوز بكاليفورنيا، ضمن دراسة تطوير مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب، والمعروفة باسم (كارديا).

وتستكشف دراسة (كارديا)، تطور عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب بمرور الوقت، ويتم تمويلها من قبل المعهد الوطني للقلب والرئة والدم يالمعاهد الوطنية للصحة. وبدأت في تتبع ما يزيد قليلاً عن 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا في برمنجهام بولاية كاليفورنيا وشيكاغو ومينيابوليس وأوكلاند بكاليفورنيا في منتصف الثمانينيات.

وجمع الباحثون من المشاركين، بيانات عن تاريخ النظام الغذائي المبلغ عنه ذاتيًا ثلاث مرات خلال الدراسة: في البداية، في السنة السابعة، والسنة 20. وتم أخذ القياسات الفيزيائية والسريرية من اختبارات متعددة تمتد على مدى 30 عامًا.

اظهار أخبار متعلقة

تأثيرات إيجابية على الصحة

وقالت لين إم ستيفن، الباحثة الرئيسية في دراسة (كارديا) في بيان صحفي: "يبدو أن آكلي الجوز يمتلكون نمطًا ظاهريًا فريدًا للجسم يحمل معه تأثيرات إيجابية أخرى على الصحة مثل جودة النظام الغذائي الأفضل، خاصةً عندما يبدأون في تناول الجوز من الشباب إلى منتصف مرحلة البلوغ - كخطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسمنة والسكري".

ووصفت أستاذ علم الأوبئة وصحة المجتمع في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا، الجوز بأنه "قد يعمل كجسر أو" ناقل للغذاء "لمساعدة الناس على تكوين عادات غذائية صحية ونمط حياة طوال الحياة".

وأشار الباحثون إلى الخصائص الفريدة للجوز باعتباره مصدرًا ممتازًا لحمض أوميجا 3 ألفا لينولينيك النباتي (2.5 جرام لكل أونصة) التي تشير الأبحاث السابقة إلى أنها قد تلعب دورًا في صحة القلب وصحة الدماغ وشيخوخة صحية. وتعتبر بذور الكتان أيضًا مصدرًا جيدًا لهذا النوع من الأحماض الدهنية أوميجا 3.

وبحسب الباحثين، فإن حصة واحدة من الجوز، أو ما يقرب من حفنة، تحتوي على مغذيات صحية أخرى، بما فيها ذلك 4 جرامات من البروتين و2 جرام من الألياف و45 ملليجرام من المغنيسيوم. فضلاً عن العديد من مضادات الأكسدة، من بينها البوليفينول.

وقال الباحثون إنهم بحثوا عن العلاقات بين عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، بما فيها المدخول الغذائي، والتدخين، وتكوين الجسم، وضغط الدم، ودهون البلازما، وجلوكوز الدم الصائم وتركيزات الأنسولين في 352 مستهلكًا للجوز، و2494 مستهلكًا من "المكسرات الأخرى" ، و177 شخصًا لم يأكلوا المكسرات.

وأثناء الدراسة، تناول آكلو الجوز حوالي ثلاثة أرباع أونصة يوميًا، بينما تناول مستهلكو الجوز الآخرون حوالي 1.5 أونصة. وبعد 30 عامًا، كان لدى مستهلكي الجوز أعلى درجات النشاط البدني المبلغ عنها ذاتيًا من الأشخاص من الفئتين الأخريتين.

وواجهوا مخاطر أقل في الإصابة بأمراض القلب، مع انخفاض مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وضغط الدم ومستويات الدهون الثلاثية في الدم. واكتسبوا وزنًا أقل خلال فترة الدراسة، وصُنف عدد أقل منهم على أنهم يعانون من السمنة، مقارنة بالأشخاص في الفئات الأخرى.