حذرت دراسة حديثة من أن مواقد الغاز - حتى عند إيقاف تشغيلها - قد تسبب الربو لدى الأطفال وتعرض البالغين لخطر الإصابة بالسرطان.

وقال الدكتور جوناثان ليفي، أستاذ الصحة البيئية في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة، إن المواقد قد تلوث الهواء بثاني أكسيد النيتروجين، مما قد يتسبب في تلف الرئة.

وأضاف: "الملوثات، "نتيجة ثانوية لاحتراق الوقود"، هي نفسها التي يتم إنتاجها على الطرق السريعة الرئيسية، ولكن نظرًا لأن المطبخ عبارة عن مكان مغلق، فإنه يعرض السكان لخطر أكبر"، لافتًا إلى أن حجم المنزل ونوعية التهوية يلعبان دورًا أيضًا.

وحتى عند إيقاف تشغيل المواقد، يمكن أن تنبعث منها مواد كيميائية مثل الميثان، الذي يمكن أن يتسبب في تسارع ضربات القلب وصعوبة في التنفس، والبنزين، وهو مادة كيميائية مرتبطة بأنواع مختلفة من السرطان، على الرغم من أن الخبراء غير متأكدين مما إذا كانت كمية البنزين المتسربة من المواقد كافية لتكون مصدر قلق كبير.

ثاني أكسيد النيتروجين

وحذر ليفي، قائلاً: "ارتبط التعرض لثاني أكسيد النيتروجين في المنازل بمزيد من الربو الحاد وزيادة استخدام أجهزة الاستنشاق عند الأطفال. يمكن أن يؤثر الغاز أيضًا على البالغين المصابين بالربو، ويساهم في تطور وتفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن".

وفي عام 2020، وجد تقرير صادر عن معهد روكي ماونتن، أن السموم المنبعثة من المواقد تشكل خطرًا على الصحة، فيما وصفه المؤلف المشارك برادي سيلز بأنه "ملوثات غير مرئية عديمة الرائحة".

واكتشف باحثو جامعة ييل في عام 2013، أن كل خمسة أجزاء في المليار من زيادة في أكسيد النيتروجين ترتبط بزيادة في الربو وأعراض مماثلة في المنازل، في حين كشفت دراسة أخرى عام 2013 أن الأشخاص الذين يستخدمون مواقد الغاز كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو بنسبة 42 في المائة.

وفي حين أن حركة المرور، وخاصة محركات الاحتراق، هي أكبر مسبب للتلوث الخارجي بثاني أكسيد النيتروجين، أشار ليفي إلى أن المستويات داخل المنزل يمكن أن تتجاوز معايير السلامة - حتى إذا كنت تستخدم شفاط الهواء، وتفتح النافذة.

اقرأ أيضا:

الشيء الوحيد الذي يجب عليك تجنبه إذا كنت تعاني من الاكتئاب!

غاز الميثان 

ولا يقتصر الخطر على ثاني أكسيد النيتروجين، إذ أن "الميثان، ليس فقط ضارًا للإنسان ولكن أيضًا بالبيئة، والبنزين، مادة مسرطنة مرتبطة بسرطان الدم، موجودة أيضًا. في حين أن المخاطر محجوزة للأشخاص الذين يتعرضون لها بكميات كبيرة".

ويقدر ليفي، وفقًا لصحيفة "نيويورك بوست"، أن 5 في المائة من الأسر تعاني من تسرب غاز الميثان لكنها لا تدرك ذلك. يمكن أن يسبب التعرض للميثان مشاكل في التنفس، بما فيها ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب والتعب وغيرها من المشاكل الصحية المزعجة.

لكن مستخدمي مواقد الغاز فد لا يعرفون أنها تؤذيهم، ويستنشقون المواد الكيميائية الخطرة دون أن يكونوا على علم بذلك.

ليفي، وهو مدافع عن التخلي عن مواقد الغاز وتحويلها إلى كهرباء، قال: "من وجهة نظري، حتى لو لم تكن مدفوعًا لتقليل بصمتك الكربونية - أو كنت تبحث فقط عن طرق لطهي المكرونة بشكل أسرع - فقد تكون فرصة الحصول على هواء أنظف داخل منزلك حافزًا قويًا لإجراء التبديل".

وهناك أضرار أخرى لمواقد الغاز، إذ أن العلماء حذروا أيضًا من أنها قد تساهم في الاحتباس الحراري، بسبب غاز الميثان الذي تنتجه.