تقول إحداهن في رسالة (إن زوجها اشترى لها بدلة رقص ودفًا لترقص له في غرفة النوم كلما تحينت الظروف.. فهل في ذلك حرام)؟.. والحقيقة أن العلاقة الزوجية لم يحدها الشرع بشيء (مانع)، إلا ما حرمه الله عز وجل وضوحًا في القرآن الكريم.
قال تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» (البقرة 223)، إذن الموانع تكون عند محيض الزوجة، وعدم الإتيان في دبرها، أما ما دون ذلك، فلم يثبت عنه أنه حرام بنص.
صبي في البيت
إذن لا حرج على المرأة أن ترقص لزوجها ، وهو أمر قد يُدخل حبها في قلبه ، ويهيجه على جماعها ، ويمتعه بما هو حلال ، ولتنو الزوجة بهذا الأمر التودد لزوجها ، وكف بصره عن المحرمات، لأن بعض الأزواج يقع في معصية النظر المحرم للراقصات ، وقد يكون إشباع نهمته بالحلال قاطعًا لمعاصيه تلك من النظر المحرم، بل إليك أن تعلم أن الصحابة الكرام، وهم من هم، كانوا في بيوتهم يدللون زوجاتهم والعكس.
ويروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يقول: «إني أحب أن يكون الرجل في بيته كالصبي، فإذا احتاجوا إليه كان رجلاً»، والصبي هنا تعني الملاطفة مع الزوجة واللين، وفي ذلك يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: «أما رقص المرأة أمام زوجها وليس عندهما أحد : فلا بأس به ؛ لأن ذلك ربما يكون أدعى لرغبة الزوج فيها ، وكل ما كان أدعى لرغبة الزوج فيها : فإنه مطلوب ، ما لم يكن محرَّماً بعينه ، ولهذا يسن للمرأة أن تتجمل لزوجها ، كما يسن للزوج أيضاً أن يتجمل لزوجته كما تتجمل له».
اقرأ أيضا:
انشغالي بالعمل يجعلني غير حريص بالسنن والمستحبات..هل علي إثم؟بدلة رقص
أيضًا من الأمور التي قد يرفضها البعض، وهي أن ترتدي زوجته (بدلة رقص)، وهو أمر بين الأزواج (عاديًا جدًا)، فإن كان أحل الله له أن يراها (عارية)، فكيف بهذا إذا ارتدت (قميصًا شفافًا) أو ما شابه من ملابس النساء.. فإنه بالتأكيد لا حرج في ذلك، وقد سئل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله عن ارتداء المرأة أمام زوجها لباس الراقصات الذي في المسارح أليس فيه المحبة والإقرار لما يفعلن؟، فأجاب الشيخ بالجواز إن كان بين الزوجين فقط ، ولم يرها أحد غيره ، وذكر رحمه الله أن لباسها هذا لا يدخل في التشبه المذموم ، وأن تلك الراقصات الفاجرات يقمن بالرقص علنًا ، وأما هذه فبينها وبين زوجها ، وشتان ما بينهما.