على خلاف ما يعتقد كثير من الناس، فإن السرعة أثناء المشي قد تشكل أهمية أكبر من العدد الإجمالي للخطوات التي يقوم بها الفرد خلال رحلته أو رحلاته اليومية عندما يتعلق الأمر بالتقليل من مخاطر الموت والسرطان والخرف وأمراض القلب.

وأظهرت الدراسات على مدار سنوات، أن المشي 10 آلاف خطوة يوميًا يساعد على تقليل خطر الموت المبكر، بغض النظر عن السرعة التي تتم بها، لكن الخبراء في الدنمارك وأستراليا توصلوا إلى أن زيادة السرعة قد تقلل من المخاطر بشكل أكبر، حتى لو كان عدد الخطوات أقل.

المشي بوتيرة سريعة 

وفي أكبر بحث من نوعه، راقب الباحثون 78 ألفًا و500 بريطاني فوق سن 40 بين عامي 2013 و 2015 باستخدام أجهزة تتبع اللياقة البدنية القابلة للارتداء.

ووجدت إحدى الدراسات، أن المشي 9 آلاف و800 خطوة يومية بوتيرة غير سريعة يقلل خطر الإصابة بالخرف، ويقلصها إلى النصف، لكن القيام بـ 6 آلاف و300 فقط بسرعة عالية جعلهم أقل عرضة لخطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل 57 في المائة. وتراجع الخطر عند المشي بوتيرة أسرع بنسبة تصل إلى 62 في المائة.

في دراسة ثانية، وجد الباحثون أن المشي 2000 خطوة يوميًا يقلل من خطر الوفاة المبكرة بحوالي العُشر، لكن المشي بوتيرة أسرع كان مرتبطًا بتأثير وقائي أكبر.

اظهار أخبار متعلقة

قال البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس، كبير مؤلفي الدراسة وخبير الصحة العامة في جامعة سيدني: "عدد الخطوات سهل الفهم ويستخدم على نطاق واسع من قبل الجمهور لتتبع مستويات النشاط بفضل الشعبية المتزايدة لأجهزة تتبع اللياقة البدنية والتطبيقات ولكن نادرًا ما تفعل ذلك. يفكر الناس في وتيرة خطواتهم".

وأضاف الدكتور ماثيو أحمدي، المؤلف المشارك والباحث في الجامعة: "الرسالة التي نأخذها إلى المنزل هنا هي أنه من أجل الفوائد الصحية الوقائية، لا يمكن للناس أن يهدفوا بشكل مثالي إلى 10 آلاف خطوة في اليوم فحسب، بل يهدفون أيضًا إلى المشي بشكل أسرع".

وأشار إلى "أن حجم ونطاق هذه الدراسات التي تستخدم أجهزة التتبع التي يتم ارتداؤها على المعصم تجعلها أقوى دليل حتى الآن مما يشير إلى أن 10 آلاف خطوة يوميًا هي الشكل المثالي للفوائد الصحية والمشي بشكل أسرع يرتبط بفوائد إضافية".

وارتدى المشاركون في الدراسات، الذين يبلغ متوسط أعمارهم 61 عامًا، مقياس تسارع الرسغ لقياس النشاط البدني على مدار سبعة أيام. وتمت مقارنة عدد خطواتهم بالسجلات الطبية وشهادات الوفاة بعد سبع سنوات.

تم تضمين فقط أولئك الذين كانوا خاليين من أمراض القلب أو السرطان أو الخرف في أول عامين من الدراسة في التحليل النهائي. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمشون ما يقرب من 3 آلاف و800 خطوة يوميًا بأي سرعة يقللون من فرص الإصابة بالخرف بنسبة 25 في المائة.

العدد الأمثل من الخطوات

وقال الباحثون إن العدد الأمثل من الخطوات التي يجب القيام بها يوميًا، بغض النظر عن السرعة، هو 9 آلاف 826 خطوة، مما يقلل من المخاطر بنسبة 51 في المائة.

وكانت النتيجة أن الأشخاص الذين ساروا "لهدف" - بوتيرة تزيد عن 40 خطوة في الدقيقة - حصلوا على تأثير وقائي بنسبة 57 في المائة عند القيام بـ 6 آلاف و315 خطوة فقط في اليوم.

وسجل أكبر انخفاض في خطر الإصابة بالخرف (62 في المائة) لدى الأشخاص الذين ساروا بخطى سريعة للغاية بلغت 112 خطوة في الدقيقة لمدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم.

في الدراسة الثانية التي أجريت على نفس المشاركين، وجد الباحثون أن كل 2000 خطوة يومية تقلل من خطر الموت المبكر بنسبة تتراوح بين 8 و11 في المائة - ما يصل إلى 10 آلاف خطوة. ولوحظ ارتباط مماثل لأمراض القلب والأوعية الدموية وتشخيص السرطان.

وقال الباحثون إن الوتيرة الأسرع كانت "مرتبطة باستمرار بمخاطر أقل عبر جميع النتائج، بما يتجاوز فائدة إجمالي الخطوات اليومية".

ويُعتقد أن الهدف السحري البالغ 10 آلاف خطوة في اليوم قد تم اختراعه بواسطة حملة تسويقية يابانية عام 1954 لبيع مقياس الخطوات. ولكن على مدى عقود، جاءت الأبحاث لصالح هذا الهدف، ووجدت أن ما بين 7 آلاف و10 آلاف يوميًا هو الأمثل.

ويحافظ المشي على وزن صحي ويضخ الدم عبر الشرايين، مما يؤدي إلى عمليات التجديد الذاتي التي تحافظ على خلوها من الترسبات.