أخبار

هل يجوز للمحدث حمل المصحف ولو بحائل؟

يساعد على إنقاص الوزن.. 3 فوائد لتناول شاي البابونج

بشرى لمرضى ارتفاع ضغط الدم.. حبة واحدة تنقذ الملايين حول العالم

استعن على عجزك وبلائك بالصبر والصلاة

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟

لو عايز ربنا يقف جنبك وينجيك من الظلم والمخاطر.. الزم هذا الذكر

المعوذتان خير رقية .. تعرف على سبب نزولهما

استحضر قبلك.. تنفيسات إيمانية عند نزول المصيبة

"وهموا بما لم ينالوا".. منافقون دبروا مكيدة للنبي ففضحهم القرآن

احرص على هذه الأدعية تحصن نفسك وتحفظها من السحر

الشيخ محمود عبدالحكم.. تواضع للقرآن فرفعه مكانًا عليًا

بقلم | عاصم إسماعيل | الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 - 12:02 م

صوت من الجنوب، تعلم القرآن الكريم طويلا فأتقنه، وتفقه في الدين كثيرًا فأحسنه، عرف عنه الزهد والتواضع، ولم يعبأ كثيرًا بتحقيق الشهرة، فلم يكن مشغولاً بالإعلام، كان موهوبًا بدرجة كبيرة جعلته يلفت الأنظار إليه منذ الصغر.

الشيخ محمود أحمد عبدالحكم، ولد في الأول من فبراير عام 1915، بقرية "الكرنك" التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا، نشأ في أسرة متدينة، كان والده من
أبرز علماء بلدته المشهود لهم بالعلم والحكمة، وحرص بدوره على إلحاق ابنه بكتاب القرية منذ صغره، فأتم حفظه قبل بلوغ العاشرة من عمره.

وخلال طفولته، نشأ في أسرة محافظة حيث كان أبوه من مشاهير العلماء في قريته، وما إن اشتد عوده وقويت عظامه حتى ألحقه والده بكتاب القرية، فأكمل حفظ القرآن الكريم وأصوله قبل العاشرة من عمره.

موهبة مبكرة 


لاحظ المقربون منه جودة صوته وتميزه بنبرة خاصة قوامها الخشوع الممزوج بالحزن، فشجعه الأهل وشيوخه على تعلم أصول القراءة وقواعدها، فكان يرتل القرآن ويجوده وسط تشجيع الأهل وفرحتهم الغامرة بحلاوة صوته وإتقانه التلاوة دون رهبة.

الأمر الذي سهل له طريق الالتحاق بالمعهد الأحمدي في مدينة طنطا حيث قضى به عامين كاملين، اكتسب خلالهما الكثير من علوم القراءات ومقامات التلاوة، ومن ثم التحق بالأزهر في القاهرة لينهل من علومه عامين آخرين، ويتتلمذ على يد خيرة العلماء والشيوخ الأجلاء.

كان يتسم بالذكاء والنباهة والنبوغ، فكان مضرب الأمثال بين أقرانه وقدوة حسنة لمن هم في مثل سنه وبنفس طموحه، وبفضل ذلك، كانت الدعوات لتلاوة القرآن الكريم تنهال عليه من كل مكان.

أول رابطة لقراء القرآن الكريم


وفي عام 1940 شارك مع رموز التلاوة المشايخ علي محمود ومحمد رفعت والصيفي وغيرهم في إنشاء أول رابطة لقراء القرآن الكريم، واختير أمينًا للصندوق بها. وتم اعتماده في الإذاعة المصرية في العام 1944، فانطلق صوته بالتنزيل الحكيم عبر الأثير إلى أرجاء العالم الإسلامي كافة، كما تناقلت تلاواته العديد من الإذاعات العربية والأجنبية وإذاعات الشرقين الأدنى والأقصى.

وعين مقرئًا بمسجد الأشراف بالغورية، ثم انتقل إلى مسجد السيدة نفيسة قارئًا للسورة، واختير عضوًا بمشيخة عموم المقارئ المصرية برئاسة الشيخ عامر السيد عثمان في عهد الدكتور زكريا البري وزير الأوقاف الأسبق.

وقد طاف معظم الدول العربية والإسلامية إحياء لليالي رمضان الكريم، فزار كل البلاد العربية بلا استثناء وعلى رأسها السعودية التي كان يداوم على الحج والعمرة سنويًا، كما سافر إلى الهند وماليزيا والملايو وسنغافورة وسيئول بكوريا الجنوبية.

نجاته من الموت في الجزائر 


وتعرض لحادثة شهيرة لها خلال زيارته لدولة الجزائر عام 1965، عندما انقلبت به السيارة وتوفي جميع ركابها، وكتب الله له النجاة وحده، فعزف عن التحدث عنها حتى لا يقال إن الشيخ استثمرها في الدعاية لنفسه.

وكانت تلك الزيارة بدعوة من وزير الأوقاف الجزائري لافتتاح أحد المساجد في شهر رمضان، وفي الطريق إلى المسجد انقلبت السيارة به وبمرافقيه من كبار المسئولين بوزارة الأوقاف الجزائرية، فأصيب الشيخ ونقل إلى المستشفى وظل بها مدة شهر تقريبًا، ثم عاد إلى القاهرة، وكانت مفاجأة له عندما علم بموت مرافقيه صرعى بسبب الحادث ولم يكتب لغيره النجاة.

ومنذ ذلك الوقت ظل يردد بقلب يملأه الإيمان: "في سبيل تلاوة القرآن وخدمة كتاب الله يهون كل شيء"، ومن ثم عزف عن التحدث عن تلك الحادثة، وكان دائم السجود لله شكرًا على نجاته.

ولم يثن ذلك الحادث الشيخ عن مواصلة جولاته القرآنية في مشارق الأرض ومغاربها، إنما تواصلت شرقًا وغربًا، في الكويت، الإمارات، البحرين، قطر، عمان، الصومال، السودان، المغرب. كما قام بتسجيل المصحف المرتل بدولة الكويت عام 1980، كما سجل لإذاعات السعودية، باكستان، الهند، اندونيسيا، كوريا، قطر، تركيا، المغرب، فضلاً عن العديد من التسجيلات في بعض الإذاعات الأجنبية التي تبث برامجها باللغة العربية مثل إذاعة لندن وصوت أمريكا.

بين أسرته 


كان في بيته حلو المعشر، دمث الخلق، هادئ الطبع، لا يحب المظاهر، فكان يقضي وقته كله بين أمرين: خدمة كتاب الله ثم خدمة أولاده وحسن تربيتهم والحنو عليهم، مقبلا على طاعات الله التي ربى عليها أولاده الثمانية، وجميعهم يحفظون كتاب الله.

وعلى الرغم من حلاوة صوت بعضهم إلا أنه لم يطلب من أحد منهم أن لكي يحذو حذوه، بل ترك لكل منهم حرية الاختيار حسب ميوله.. فكان أكبرهم المهندس حسين، ثم محمد الضابط بالقوات المسلحة، ثم الدكتور عبدالمنعم، ثم المحاسب محمود، أما بناته الأربع الإناث فتزوجت اثنتان منهما باثنين من أولاد الشيخ محمد صديق المنشاوي: سعودي المنشاوي، والدكتور عمر المنشاوي.

وتوفي في 13 سبتمبر عام 1982، تاركًا خلفه إرثًا قرآنيًا متميزًا ومكتبة غنية بالتسجيلات القرآنية التي لا يزال صداها يتردد إلى يومنا هذا.

وبعد عشرة أعوام من رحيله، كرم اسمه في احتفال مصر بليلة القدر يوم الاثنين الموافق 30 من مارس عام 1992، ومنحه الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وتسلم النوط نجله المهندس حسين محمود عبدالحكم، تقدير للشيخ على مسيرته الحافلة في دولة التلاوة.

الكلمات المفتاحية

محمود عبدالحكم أول رابطة لقراء القرآن الكريم مشاهير القراء قراء مصر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled صوت من الجنوب، تعلم القرآن الكريم طويلا فأتقنه، وتفقه في الدين كثيرًا فأحسنه، عرف عنه الزهد والتواضع، ولم يعبأ كثيرًا بتحقيق الشهرة، فلم يكن مشغولاً ب