تناول الخضروات، والتوقف عن تناول الوجبات الجاهزة، وممارسة الرياضة تعد خيارات تقليدية ينصح بها غالبًا من يعانون من السمنة والساعين لإنقاص الوزن والحصول على جسم مثالي، لكن الخبراء يكشفون عن عدد كبير من المقترحات التي قد تبدو غير مألوفة ويمكن أن تكون مفيدة في هذا الإطار.

هناك طريقتان من أكثر الطرق غير المعتادة للتخلص من الوزن الزائد، وهما تناول الأطباق الحمراء والنوم في الظلام.

قال الدكتور زكريا وقار الدين، الأستاذ بجامعة أكسفورد، إنه لا يوجد "حل سريع" عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، لكن هناك بعض الأساليب الأكثر غرابة التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك. وأوضح أنه "على الرغم من أن بعض التقنيات قد يُنظر إليها على أنها غريبة، إلا أن فائدتها مثبتة".

وفيما يلي مجموعة من أبرز المقترحات غير التقليدية التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل":

الاستحمام بالماء البارد

قد لا يبدو استبدال الدش الساخن بدش بارد أكثر متعة، لكن قد يساعدك إذا كنت تكافح للتخلص من زيادة الوزن، لأن الماء البارد يساعد على زيادة التمثيل الغذائي عن طريق تنشيط ما يسمى بـ "الدهون البنية" في الجسم.

وفقًا لكيم بيرسون، أخصائية التغذية، فإن النوع البني هو في الواقع "جيد" بالنسبة لك - على عكس نظيره الأبيض، والذي يظهر بكثرة حول منطقة الحجاب الحاجز والقيعان والذقن.

عند التعرض لدرجة حرارة أقل من 16 درجة مئوية، تحاول الدهون البنية - الموجودة حول عظام الكتف والعمود الفقري والكلى - الحفاظ على دفء الجسم.

يقوم بذلك عن طريق حرق السعرات الحرارية الزائدة المخزنة في الجسم، وعادة ما تكون على شكل دهون بيضاء.

يعتقد العلماء أن ما يسمى بالعلاج البارد قد يقدم طريقة واحدة لمعالجة معدلات السمنة المرتفعة ومرض السكري من النوع الثاني.

وأضافت بيرسون: "يمكن أن يؤدي خفض درجة حرارة الجسم إلى زيادة التمثيل الغذائي، لأن جسمك يستخدم المزيد من الطاقة في محاولة لإعادة نفسه إلى درجة حرارة جيدة".

ووجدت دراسة تشيكية نُشرت في عام 1996، في المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي وعلم وظائف الأعضاء المهنية، أنه عندما غمر الشباب الرياضيون أنفسهم في الماء البارد عند 14 درجة مئوية لمدة ساعة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ستة أسابيع قد شهدوا زيادة في معدل الأيض.

ومع ذلك ، إذا كان الاستحمام بالماء البارد لمدة ساعة كاملة يبدو مفرطًا ، فقد يسعدك أن تسمع أن بضع دقائق فقط يمكن أن تحدث فرقًا أيضًا.

ووجدت دراسة نشرت في طبعة 2009 من المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن تحدي الماء البارد لأقل من خمس دقائق له تأثيرات قوية مماثلة.

وقال ديفيد وينر، أخصائي التدريب والتغذية، إن الأمر ينطبق على شرب الماء البارد ، بدلاً من الماء في درجة حرارة الغرفة.

ويقدر البعض أن الجسم يحرق أربعة سعرات حرارية إضافية لكل كوب من الماء البارد.

الجلوس على الطاولة لتناول الطعام 

يمكن أن يساعدك الجلوس لتناول الطعام عن قصد على إنقاص الوزن، طالما أنه على طاولة وليس على المكتب.

يقول الخبراء إن عدم تشتيت الانتباه أثناء تناول الطعام، مثل الجلوس على مائدة العشاء، يمكن أن يساعدك في التعرف على وقت الشبع، لأنك تظل أكثر تركيزًا على طعامك، بدلاً من مشاهدة التلفزيون أو الكتاب.

قالت بيرسون: "إن قضاء بعض الوقت في تناول الطعام بشكل أبطأ وعقليًا، بدلاً من الوقت الذي نتنقل فيه أو تشتت انتباهنا بسبب الأجهزة، يساعدنا على التعرف على وقت الشبع ومنع الإفراط في تناول الطعام".

وصنفت الأبحاث المنشورة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أنماط الأكل على نطاق واسع على أنها "منتبهة"، مثل الجلوس بهدوء وتسجيل ما تم تناوله أثناء الوجبة، أو العكس تمامًا - "مشتتة".

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يأكلون وهم مشتتون الذهن لا يهتمون كثيرًا بالطعام ولا يدركون الكمية التي تناولوها، ويستهلكون 10 في المائة أكثر من أولئك الذين يتم ضبطهم في أوقات الوجبات.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يشتت انتباههم تناولوا أكثر بنسبة 25 في المائة في وجبتهم التالية.

وأضافت بيرسون: "أبطئ من تناول الطعام عن طريق التعود على مضغ الطعام جيدًا. ثلاثون مرة مضغ لكل جرعة تضمن أن طعامك طري تمامًا قبل أن تبتلع، نظريًا. في النهاية سيصبح من الطبيعي أن تمضغ حتى يصبح طعامك طريًا وليس مليئًا بقطع صلبة".

حساب عدد السعرات الحرارية

يقول الخبراء إن تتبع ما تأكله قد يكون أفضل طريقة للتخلص من العادات السيئة.

ويوصي تشيلسي لاباديني، مدرب اللياقة البدنية عبر الإنترنت باستخدام تطبيقات تتبع الطعام لحساب السعرات الحرارية.

قال: "استخدم أدوات تتبع الطعام لمعرفة عدد السعرات الحرارية التي تشربها وتتناولها بالفعل. ستصاب بالصدمة من كيفية زيادة السعرات الحرارية الخاصة بك على مدار اليوم وإدراك مصدر السعرات الحرارية الخاصة بك. أيًا كان ما تضيفه في اليوم، احصل على 500 سعرة حرارية أقل في اليوم للأسبوع المقبل. ستفقد 1 رطل في أسبوع واحد".

تقترح بيرسون أيضًا كتابة كل ما تأكله. قالت: "الاحتفاظ بمذكرات طعام لمدة أسبوع يمكن أن يساعد في الحفاظ على الانتباه لتلك العادات الطائشة وتوعية الناس بالأشياء التي يفعلونها والتي لا تساعدهم".

مع ذلك، يحذر الخبراء من أن تتبع السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الأكل. وفي حين أنها يمكن أن تساعد في الأهداف والدوافع الفردية، فإن إضافتها يمكن أن "تحفز أعراض الأكل المضطربة أو تحافظ عليها أو تزيدها سوءًا"، لذلك، فإن حساب السعرات الحرارية يمكن أن يسبب ضررًا أكثر من نفعه.

ارتداء قناع أثناء النوم 

يمكن أن يمنعك النوم لمدة تتراوح ما بين سبع إلى تسع ساعات في الليلة من تناول الوجبات الخفيفة في النهار، بالإضافة إلى الحفاظ على مستويات الطاقة لديك مرتفعة للبقاء نشيطًا في اليوم التالي، فإنه يساعد أيضًا في كبح الرغبة الشديدة وتنظيم هرمون اللبتين والجريلين - الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية.

قالت بيرسون: "لا يمكنك التقليل من عدد الأشخاص الذين يأكلون في نهاية المطاف لأنهم متعبون".

وينصح اختصاصي التغذية، وينر الناس بالالتزام بنمط النوم، خاصة وأن ساعات النهار تتلاشى في أشهر الخريف والشتاء.

قال: "يجب أن تتكيف ساعة جسمك بشكل طبيعي مع أيام الخريف الأقصر، لكن حاول أن تبقيها تحت السيطرة عن طريق تناول وجبات الطعام في وقت مماثل كل يوم والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت".

أضاف: "عندما يكون لديك وقت متأخر من الليل حتمًا، حاول العودة للمراقبة في اليوم التالي عن طريق الالتزام بأوقات الوجبات المعتادة، بدلاً من تناول الوجبات الخفيفة، والحفاظ على رطوبة الجسم والعودة إلى نمط النوم الطبيعي".

ليس من المهم فقط الحصول على قسط وافر من النوم، ولكن أيضًا التأكد من أن غرفة نومك مظلمة. يقول العلماء إنه يجب علينا إيقاف تشغيل الهاتف والتلفزيون والأضواء قبل الذهاب إلى الفراش وحتى النوم مرتدين قناعًا.

ووجد فريق من جامعة نورث وسترن في إلينوي أن أولئك الذين تعرضوا للكثير من الضوء خلال الليل كانوا معرضين لأكثر من 50 في المائة لخطر الإصابة بالسمنة.

ورصدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "سليب"، تعرض 550 متطوعًا للضوء في سن الستينيات إلى الثمانينيات لمدة أسبوع واحد.

كان حوالي 41 في المائة من المشاركين الذين أمضوا أقل من خمس ساعات متتالية في الظلام طوال الليل يعانون من السمنة وكان واحد من كل خمسة مصابًا بمرض السكري.

وفي الوقت نفسه، كان معدل السمنة 27 في المائة فقط بين أولئك الذين ينامون في الظلام، بينما كان واحد فقط من بين كل 10 مصابين بالسكري.

ويعتقد الخبراء أن النوم مع الضوء قد يربك ساعة الجسم، وهو ما يمكن أن يعطل مستويات الهرمون، مما قد يجعل الناس يصلون إلى المزيد من الطعام.

قم بتغيير لون أطباق الأكل 

علاوة على مكان تناول وجباتك، يمكن أن يؤثر حجم ولون الطبق الذي تستخدمه أيضًا على كمية الطعام الذي تتناوله. وجد أن تناول الطعام على طبق أحمر يمنع الإفراط في تناول الطعام.

أوضح البروفيسور تشارلز سبينس، عالم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد، في كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "فيزياء المعدة: علم الأكل الجديد"، أن لون الطبق يخدع الدماغ للحصول على وجبات أصغر.

قال: "الوجبات الخفيفة - أشياء غير صحية على طبق أحمر - ينتهي بك الأمر بتناول القليل من الطعام، لأن اللون الأحمر يبدو أنه يثير نوعًا من الخطر أو إشارة التجنب".

أضاف: "الأحمر هو إشارة خطر بدائية، ولكنه أيضًا يعطي الطعام تباينًا أقل مما يجعله غير مرغوب فيه، لذلك ستأكل منه أقل".

في غضون ذلك، وجد الفيلسوف البلجيكي فرانز ديلبوف أن الأطباق الأصغر يمكن أن تساعدك على تناول كميات أقل، وفقًا لدراساته التي تعود إلى ستينيات القرن التاسع عشر.

من الناحية النظرية، قد يؤدي الحصول على طبق أصغر إلى خداع الناس إلى التفكير في أن لديهم المزيد من الطعام.

يوصي الدكتور زاك بطرق أخرى لتقسيم طعامك. قال: "القاعدة العامة الجيدة هي تقسيم طبقك إلى ثلاثة، ثلث للحوم أو البروتين، وثلث للكربوهيدرات والباقي للخضروات. يجب ألا يكون كل جزء أكبر من حجم قبضة يدك المغلقة".

تخلص من مشروبات الدايت

في محاولة لتقليص الوزن، يتحول العديد من الأشخاص من المشروبات السكرية إلى المشروبات الغازية الخاصة بالحمية من أجل خفض ما يصل إلى 100 سعر حراري في المرة الواحدة.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن المحليات المستخدمة في مشروبات الحمية قد تغير الطريقة التي يستجيب بها جسمك للأطعمة المختلفة.

ووجد باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن بديل السكر يفشل في تحفيز الخلايا في الأمعاء التي تُعلم الدماغ بالسكر وقد تم استهلاك السعرات الحرارية - مما يجعل الجسم يتوق إلى السكر.

قالت بيرسون، إنه لا يزال يتعين علينا تصنيف المشروبات الغازية الخاصة بالحمية على أنها "علاج" حتى لو كانت أفضل من المشروبات السكرية. أضافت: "ميكروبيوم أمعائك يؤثر على كيفية استجابة جسمك للأطعمة المختلفة".

أظهرت دراسة نُشرت في عام 2019، أن ميكروبيوم الأمعاء يؤثر على عملية التمثيل الغذائي من خلال إنتاجه للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs). تعمل هذه الأحماض الدهنية على زيادة حرق الدهون وتقليل تخزين الدهون.

ويوصي وينر بشرب الزنجبيل بدلاً من تناول المشوبات الغازية، لأن "الزنجبيل مليء بمضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات، والتي تساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الشعور بالجوع".

كما أنها مليئة بخصائص مدرة للبول ومولدة للحرارة، وفقُا لفوله، فهي تساعد في زيادة التمثيل الغذائي وكذلك تشجع الجسم على استخدام المزيد من الطاقة، وبالتالي فإنك تحرق المزيد من الدهون.