ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ما حكم الوضوء قبل النوم؟".
وأجاب الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، بأن الوضوء للنوم مستحبٌ شرعًا.
واستشهد بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النوم على وضوءٍ؛ فقد روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».
قال العلامة ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (1/ 365، ط. مكتبة الرشد): [فيه: أن الوضوء عند النوم مندوب إليه مرغب فيه، وكذلك الدعاء؛ لأنه قد تُقْبَض روحه في نومه، فيكون قد خَتَم عمله بالوضوء والدعاء الذي هو أفضل الأعمال، ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يجعل آخر عمله الوضوء والدعاء، فإذا تكلم بعد ذلك استأنف الصلاة والدعاء، ثم ينام على ذلك؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لقوله: «اجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ»] اهـ.
وقال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (1/ 268، ط. دار الحديث): [قوله: (فتوضأ) ظاهره استحباب تجديد الوضوء لكل من أراد النوم، ولو كان على طهارة] اهـ.
اظهار أخبار متعلقة
هل يجب الاستنجاء ثلاث مرات قبل الوضوء؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يجب الاستنجاء قبل الوضوء ثلاث مرات؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الاستنجاء السنة فيه أن يكون ثلاثة، لكن إنما يكون للنظافة مما خرج، فإن لم يخرج شيء، فلا حاجة للاستنجاء.
هل الاستنجاء واجب عند كل وضوء؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل شرط الاستنجاء عند كل وضوء؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الاستنجاء لا يجب إلا بخروج شيء من أحد السبيلين سواء كان بولًا أو غائطًا أو مذيًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها: "إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الغَائِطِ فَلْيَذْهَبْ مَعَهُ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ يَسْتَطِيبُ بِهِنَّ, فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْهُ" رواه أبو داود بإسناد صحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم في المذي: "يَغْسِلْ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ" رواه البخاري ومسلم.
الماء وحده أو الحجر وحده يجزءان في الاستنجاء، وكذا ما كان في معنى الحجر من كل جامد طاهر مزيل للنجاسة، كالخشب والقماش وما في معناهما، لحديث أنس رضي الله عنه: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ الخَلاءَ فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلامٌ نَحْوِي إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ وَعَنَزَةً، فَيَسْتَنْجِي بِالمَاءِ" رواه البخاري ومسلم.
هل يجوز الوضوء بدون استنجاء بعد النوم؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يجوز الوضوء بدون استنجاء؟".
وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
يجوز الوضوء بدون استنجاء، الاستنجاء لإزالة الأذى من البدن أو ما يعلق من البدن من نجاسة بعد قضاء الحاجة وليس شرطا للوضوء الاستنجاء.
إذا لم يكن ثمة نجاسة فيتوضأ مباشرة، كمن خرج منه ريح ولم يترتب عليه نجاسة فليس شرطًا أن يستنجي من خروج الريح بل يتوضأ مباشرة.