وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور  أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المسئولين في بيت_الزكاة و الصدقات المصري بالتعاون مع الجهات المعنية في الأزهر الشريف، بإرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة لدولة السودان الشقيق، إثر تعرض البلاد للسيول والأمطار التي تسببت في وقوع ما يزيد عن ١٠٠ قتيل، وإصابة العشرات، وتدمير آلاف المنازل، ونزوح سكانها بحثًا عن الأمن والأمان.

وكان بيت الزكاة والصدقات المصري قد أرسل هذه المساعدات خلال الأيام الماضية إلى السكان الذين تضرروا من آثار السيول المدمرة، وتم تسليمها لهم، وذلك بالتنسيق مع السفارة المصرية في الخرطوم.

بيت الزكاةالمصري  ودعم السودان

وقد ضمت المساعدات للأشقاء في السودان عشرات الأطنان من المواد الغذائية والأدوية لمساعدتهم في تجاوز آثار السيول التي تعرضت لها البلاد مؤخرًا، والتي ألحقت الضرر في عدد من المناطق والمحافظات، حيث تم إرسال عشرات الأطنان من الدقيق والمكرونة والسكر والمواد الغذائية المعلبة، فضلا عن آلاف المواد الإغاثية من مراتب وبطاطين، بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية.

ويأتي ذلك في إطار حرص الأزهر الشريف، وبيت الزكاة والصدقات، تحت إشراف شيخ الأزهر على دعم الأشقاء في السودان على تجاوز آثار هذه المحنة، وبالتكامل مع جهود الدولة المصرية في هذا الإطار.

اظهار أخبار متعلقة

من ناحية أخري حذر مرصد الأزهر في منشور له  من عدوى العنف  باعتبارها أحد الظواهر الموجودة في المجتمعات منذ القدم، حيث أثبتت الصراعات التاريخية والأحداث الدموية على مر العصور صدق ذلك. فالعنف ظاهرة ملازمة للإنسان منذ بَدْء الخليقة ونزولِ آدم وحواءَ إلى الأرض، وهو ليس وليدَ اليوم، بل إنه ظاهرة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ،

نبه المنشور إلي أن ما يَتَّسم به عصرنا الحالي هو انتشار العنف وسرعة انتقاله بين أفراد المجتمع، وبشاعة الجرائم التي تُرتكب، وما  يَنتج عن جرائم العنف من انعكاسات نفسية واجتماعية، واستفزاز مشاعر ووجدان الفرد والمجتمع.

الأزهر وعدوى العنف

وأشار المرصدإلي أن  العدوى الانفعالية تعرف بأنها :" الميل نحو التقليد التلقائي للسلوك العنيف سواء كان لفظيًّا أو جسديًّا، ومزامنتها مع أشخاص آخرين وتقليدهم، مما يترتب عليه عملية تحريض واعية أو غير واعية لمجموعة من السلوكيات العنيفة، يقوم بها شخص أو مجموعة من الأشخاص بالتأثير على سلوكيات آخرين".

ووأضاف تنتشر عدوى العنف بين الأطفال بل والبالغين بشكل ملفت للانتباه، وقد يعود ذلك إلى عوامل تتعلّق بالأسرة وسوء التربية في الأساس، كممارسة الأب والأم للعنف إضافة إلى  مشاهدة  المواد الإعلامية التي تتضمن مشاهد عنف سواء على التليفزيون، أو عبر شبكة الإنترنت، فضلًا عن الظروف البيئية المحيطة بسكن الأسرة والمدرسة،

ولفت المرصد إلي أن كل هذه العوامل تؤدي إلى انتشار العنف بين أفراد المجتمع بداية من الأطفال؛ حيث تظهر بوادر التأثر بعدوى العنف وانعدام الثبات الانفعالي من خلال ممارسة الطفل للعنف مع الألعاب الخاصة به وتكسيرها وتحطيمها أو ممارسة العنف على إخوته الصغار أو زملائه في المدرسة أو إتلاف  الممتلكات الخاصة أو العامة، يفسر لنا أن نشأة الطفل في أسرة تمارس العنف أو بيئة تتسم بالعنف أو مشاهدته لمحتوى عنيف كل هذه أسباب تؤدي إلى انتقال العنف للطفل وإصابته به.

اقرأ أيضا:

وضرب المرصد المثال بحادثة مقتل "نيرة أشرف" التي دفعت حياتها ثمنًا لعنف زميلها، لأنها رفضت الارتباط به، ليقرِّر الانتقام منها أمام الجميع وعلى باب جامعتهما، في مشهد يصعب تصوُّر مدى بشاعته، وبعد مقتل "نيرة أشرف" بساعات معدودة، قُتلت الطالبة الأردنية "إيمان إرشيد" نتيجة التعرض لطلق ناري في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، شمال العاصمة عَمَّان.

ومضي المرصد للقول :وبعد أسابيع من الواقعتين يتكرَّر نفس السيناريو، بمقتل الشابة "سلمى بهجت" طعنًا بالسكين في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في مصر. ومن خلال التدقيق في قرب المدة الزمنية بين حوداث القتل الثلاث، وسيناريو القتل الحادث فيها، والفئة العمرية التي تعرضت للقتل يتضح مدى انتشار العدوى بين المجتمعات، وكأن القاتلَيْن الثاني والثالث يقتديان بما فعله القاتل الأول