تزداد حيرة البعض حول الوقت الصحيح، الذي يقف فيه بين يدي الله عز وجل يسأله خيري الدنيا والآخرة، وترى البعض يقول لك (أريد وقتًا بعينه لا يُرد فيه الدعاء أبدًا؟.
والحقيقة أن كل الأوقات - طالما كان هناك ثقة في الله عز وجل - يستحب الدعاء فيها، واللجوء إلى الله عز وجل، إلا أنه بالتأكيد هناك أوقاتًا بعينها قد تكون محبب أكثر للدعاء وسؤال الله عز وجل ما تشاء، وهي (بين الأذان والإقامة.. وفي السجود.. وبعد التشهد الأخير وقبل التسليم من الصلاة.. وفي الثلث الآخر من الليل.. وعند إفطار الصائم.. وبعد عصر يوم الجمعة إلى المغرب.. ويوم عرفة.. وليلة القدر، وقبل صلاة الظهر، وعند كل صلاة، وبين كل صلاتين.. والرباط بين صلاتين، -يعنى أن تصلى الظهر مثلا، وبعدها تنتظر فى المسجد لأداء صلاة العصر).
أفضل الأوقات
أما دلائل هذه الأوقات، فقد أكدتها السنة النبوية، فعن وقت قبل الظهر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنَّ أبوابَ السماءِ تُفْتحُ إلى زوالِ الشمسِ ، فلا تُرْتَجُ حتى يُصلَّى الظهرُ ، فأحبُّ أن يُصعدَ لي فيها خيرٌ »، وعند منتصف الليل، يقول عليه الصلاة والسلام: « تُفتحُ أبوابُ السماءِ نصفَ الليلِ ، فيُنادي منادٍ : هل من داعٍ فيُستجابَ له ؟.. هل من سائلٍ فيُعطى ؟.. هل من مكروبٍ فيُفَرَّجَ عنه ؟.. وعند كل أذان، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا نُودي بالصلاةِ فُتِّحتْ أبوابُ السماءِ ، و اسْتُجيبَ الدعاءُ ».
وعند الاستفتاح في الصلاة بـ [ اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ لله كثيرًا وسبحان اللهِ بكرةً وأصيلاً]، فعن عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال، بينما نحن نصلي مع رسولِ اللهِ إذ قال رجلٌ مَن القومُ : اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ لله كثيرًا وسبحان اللهِ بكرةً وأصيلاً.. فقال رسولُ اللهِ : (من القائلُ كلمةَ كذا وكذا) ؟.. قال رجلٌ من القومِ : أنا يا رسولَ الله ِ! قال : (عجِبتُ لها فُتِحَتْ لها أبوابُ السماءِ) .. قال ابنُ عمر : فما تركتُهنَّ منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ يقول ذلك .
اقرأ أيضا:
هل يقف الإسلام وراء جرائم الدفاع عن الشرف؟ وما هي ضوابط إقامة حد الزنا؟أوقات أخرى
ومن الأوقات الأخرى، عند الرباط بين صلاتين، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أَبْشِروا ، هذا ربُّكم قد فتح بابًا من أبوابِ السماءِ ، يُباهي بكم الملائكةَ ، يقول : انظُروا إلى عبادي ، قد قضَوا فريضةً ، و هم ينتظِرون أخرى ».
لكن أمام ذلك كله على المرء أن يوقن تمام اليقين في أن الله سيستجيب، لكن لا بد من الالتجاء إلى الله والدعاء منه في كل الأوقات وخاصة التي يستجاب بها الدعاء؛ فإنه يرد القدر من فضل الله سبحانه وتعالى على العباد ومن ذلك: (الثلث الأخير من الليل، وبين الآذان وإقامة الصلاة، والنوم على طهارة والاستيقاظ في الليل، ففيها ساعة لا يرد بها الدعاء وفي شهر رمضان وخاصة عند الإفطار، وفي ليلة القدر، ووقت نزول المطر، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وأثناء السجود وهو أقرب ما يكون به العبد من الله سبحانه وتعالى).