يسأل أحدهم (ماذا أفعل حتى يرضى الله عني.. وأكون من الصالحين؟)، والحقيقة أن الأمر ليس بالصعب ولا المستحيل، فقط على المرء أن يتخذ الخطوة الأولى تجاه رب العزة سبحانه وتعالى، وهذه الخطورة لابد أن تبنى على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وطريقها واضح جدًا، قال تعالى: «"وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا».
فإذا اتخذت الخطوة الأولى تجاه الله عز وجل، تيقن أنه سبحانه وتعالى بجلاله وقدره، سيتخذ معك خطوات، فهو الذي وعد بذلك، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال: «إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة».
طريق الله
الطريق إلى الله عز وجل معروف مسبقًا، بالتوبة والاستغفار، وإقامة الفرائض في أوقاتها، وحسن اللسان ومعاملة الناس، والتراجع عن المنكر وكل ما يغضب الله.. بالتأكيد قد لا يحدث ذلك مرة واحدة، لكن إذا اتخذ المرء الخطوة الأولى إلى الله، فكأنه يقطع ألف طريق، ذلك أن الله بجلاله وقدره وعزته وملكوته سيلتقيه من فوره على الجانب الآخر، أي سيختصر عليه الطريق لاشك.
ذلك أن التقرب لله سبحانه بالطاعات من أفضل الوسائل التي تجعل المؤمن ينال رضا الله تعالى عليه في الدنيا والآخرة، وقد روى الترمذي عن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «ابن آدم، اركَع لي أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخرَه»، أي، (أكفك شُغلك وحوائجك، وأدفَع عنك ما تَكرهه بعد صلاتك إلى آخر النهار).
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبةالله معك
عزيزي المسلم، لا تترد، واتخذ خطوتك الأولى بالطاعات، وبقيام الليل ولو بركعتين في جوف الليل، ابكي بين يديه، واسأله المغفرة، فإن رحماته أوسع من أي ذنب مهما كان، وحتى لو تأخرت الإجابة، إياك أن تيأس، فالفرج قادم لا محالة، لأنه لا يمكن أن يلجأ إليه أحدهم ويخذله.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه، كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويده التي يَبطش بها، ورِجله التي يَمشي بها، وإن سألَني لأُعطينه، ولئن استعاذني لأُعيذنه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يَكره الموت وأنا أَكره مساءَته».