تنتشر بين الناس العديد من الشائعات غير الصحيحة، ومن ذلك أن استخدام الملابس القديمة في أعمال المنزل والمطبخ، يؤذي صاحبها نفسيًا وجسديًا، وهي من الأمور التي تدل على أن كثير من الناس يجهلون دينهم جيدًا، إذ أن مثل هذه الشائعات تضر بصحيح الدين كثيرًا، ومن ثمّ لا يجوز بأي حال السير خلفها، أو العمل بها تحت أي ظرف، مع عدم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تنتشر كالنار في الهشيم.

وللأسف كثير من (قليلي العلم) يصدقونها ويعملون بها دون وعي أو دراية، فمن الصدق والعدل والأمانة تربية الذات على التثبت من صحة ما يقال وما يسمع، ومعرفة المصادر، والاعتماد على الأوثق منها، ومن الموبقات نشر الشائعات، لأنها تجمع الكذب والظلم وغيرها من المعاني المرفوضة شرعًا وأخلاقًا.

أمانة الكلمة 

عزيزي مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن تعي جيدًا، أن الكلمة مسئولية، وشرف، فمن استخدمها في غير محلها، فقد شرفه ومسئوليته، فإياك أن تستخدم صفحاتك لنشر ما لا تعرف حقيقته، فينتشر الأمر بين العامة من الناس، فتقع أنت في المحظور، وتتحمل وذر ما حدث، فإن الكلمة مسئولية.. خصوصًا في زمان الانفتاح الإعلامي، وثورة التواصل الاجتماعي، وسرعة انتقال الأخبار، وانتشار الأقوال.. مع خراب الذمم، وخداع الصور، ووقوع الفتن، واضطراب الأحوال، والتباس الأمور، وغلبة الكذب، والفجر في الخصومات، مع عدم وجود دين يردع، أو خلق يمنع. كل هذا مما يزيد المسؤولية في نقل الأخبار ويوجب التنبه عند نشر الأقوال.

اقرأ أيضا:

الشيء الوحيد الذي يجب عليك تجنبه إذا كنت تعاني من الاكتئاب!

التأكد من صحة المعلومة

إذن وجب التأكد من صحة المعلومة قبل نشرها، حتى لا يكون لها أثر سيء عليك وعلى بعض الناس، ولهذا كان التثبت في الأخبار قبل تصديقها فضلا عن إذاعتها ونشرها منهجًا قرآنيا وهديًا نبويًا يستراح به من القيل والقال، ويوفر على الأمة طاقاتها فيما ينفع ويفيد، فالقرآن الكريم يأمر بالتثبت والتبين قبل التصديق واتخاذ القرار، يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ».

ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (النساء 94)، والنبي صلى الله عليه وسلم ينهى المسلم عن نقل كل ما يسمع ولا يخليه من مسئولية، ففي الحديث: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، وفي ذلك يقول الإمام مالك رحمه الله: «اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع دون تثبت، لأنه يسمع الصدق والكذب»، وفي الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بئس مطية الرجل زعموا».