يسأل طالب قائلاً: (حليت وحش في الامتحان.. هل لو دعيت ربي أنجح؟)، والحقيقة أن الامتحان قد يأتي لطالب ذاكر جيدًا، إلا أنه أثناء الامتحان لا يكون مُركزًا بالشكل المطلوب فتنقلب الأمور معه، وقد يكون هناك طالبًا لم يذاكر جيدًا، إلا أن الامتحان جاءه فيما يعرف فيمر بشكل طيب.
لكن هذا ليس له قواعد ثابتة، ذلك أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا أبدًا، والطالب الذي ذاكر واجتهد سيجد ذلك في النتيجة لا محالة، بينما من لم يذاكر، حتى وإن نجح بالغش، وإن تحايل وحصل على درجات أعلى ممن ذاكر، فإنه في النهاية لن يستمر وسيفشل لا محالة، ذلك أنه حصل على ما لا يستحق، ونال درجة لا يستحقها، والأيام ستكشفه لا محالة، فقد يصل لدرجة طبيب -بالغش- لكنه سيتسبب في قتل أحدهم، لأنه بالأساس لم يكن يستحق هذه المكانة.
بذل المجهود
اعلم يقينًا أنك ستنجح بناءً على مجهودك طوال العام، وليس فقط بناءً على الإجابة التي كتبتها في الورقة،، فأنت لاشك ستنجح بناءً على مجهودك، وتعبك، وضغطك النفسي، وسهرك، ودروسك، ودعوات أمك وأبيك، ويقينك التام أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. وصدقًا لو عملت كل هذا ونتيجتك لم تكن بالشكل الذي يرضيك، أو لا تؤهلك للكلية التي كنت تتمناها، فكن على يقين أن الله عز وجل سيعوضك هذا الأمر في عملك وفي مالك وفي حياتك بشكل عام.
ثق فقط أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ومن ثمّ ينبغي للمؤمن أن يكون قويًا، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، ومن هذه القوة (القوة النفسية) التي يواجه بها الشدائد والصعاب التي تعترضه في حياته ، فإن وقع ما يحب ، حمد الله ، وإن وقع ما يكره صبر على أقدار الله.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىالأخذ بالأسباب
يجب أن تعلم عزيزي الطالب، أن الأخذ بالأسباب من التوكل على الله، فقط ذاكر واجتهد بقدر ما تستطيع، واترك الأمر كله لله، فإنه لن يضيعك أبدًا، ومن أراد النجاح وجب عليه أن يأخذ بأسبابه ، ومن أسبابه الجد في المذاكرة، كما أن من أسباب النجاح ، ومن أسباب تحقيق المطالب الدينية والدنيوية (دعاء الله عز وجل والتوجه إليه في طلب النجاح)، فالمذاكرة سبب قدري – مادي ، ظاهر - للنجاح ، والدعاء سبب شرعي، والتوكل على الله يجمعهما.
ومن ثمّ الواجب على المؤمن أن يعلق قلبه على الله عز وجل، وأن يصدق الاعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار، فإن الله وحده هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض ، وإليه يرجع الأمر كله ، كما قال الله تعالى: « وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ».