يسأل أحدهم (هل تغيير (البامبرز) للأطفال ينقض الوضوء؟)، والحقيقة أن هذا السؤال هام جدًا، إذ ترى كثير من النساء تحتار إذا ما غيرت (البامبرز) لابنها أو ابنتها، هل تعيد الوضوء أم لا، وهو ما يضيع عليها الكثير من الوقت، خصوصًا إذا كانت مشغولة بالتأكيد بأمور أخرى فيما يخص أعمال المنزل، أو حتى أعمالها خارج المنزل.
ومن ثمّ وجب التنويه إلى أن لمس النجاسات لا ينقض الوضوء، (إنما يكفي أن يتم إزالة أثر النجاسة التي أصابتك بقليل من الماء)، بينما لمس يد المرأة بباطن كفيها، عورة طفلها الصغير ينقض الوضوء عند المالكية، وعند الحنفية الأمر لا ينقضه، ومن ثمّ فإن (تغيير حفاضة الطفل «البامبرز»، وتنظيفها بالمناديل المبللة لا ينقض الوضوء).
التنظيف للطفل
كما بين العديد من العلماء أنه في حال غيرت الأم حفاضة طفلها الرضيع ونظفت الفضلات، فوضوؤها صحيح، فيما يرى فريق آخر أن المسالة فيها خلاف والأقرب والله أعلم أنه لا ينقض الوضوء للمشقة وكثرة التلبس بذلك من الأم ولكن الأفضل أن تتوضأ الأم بعد ذلك احتياطًا خروجًا من خلاف من نقض الوضوء بذلك من العلماء ، لكن لو لم تتوضأ فالصلاة صحيحة.
وقد اختلف الفقهاء في المسألة فالمذهب الشافعي يرى انتقاض الوضوء عند مس عورة الطفل ذكرًا كان أم أُنثى، لحديث بسرة بنت صفوان رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ»، فيما يرى المذهب الحنفي والظاهري أن مس عورة الطفل أثناء إزالة النجاسة لا تبطل الوضوء، وعلى هذا المذهب في تلك المسألة تفتي دار الإفتاء المصرية، ولجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
مبطلات الوضوء
أما مبطلات الوضوء التي لا خلاف عليها، فبينها العلماء في 9 أمور تنقض الوضوء، باتفاق العلماء، وهي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» (النساء: 43) ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا»، وسيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، أو زوال العقل بجنون، أو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، أو غسل الميت، أو أكل لحم الإبل وهو أمر مختلف عليه.
في حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ»، وأيضًا لمس الرجل للمرأة بشهوة، لقوله تعالى: «لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ» (النساء:43)، ووخروج الغائط، والريح، والبول، والمذي «ماء أبيض رقيق»، الودي «ماء أبيض خاثر يخرج غالبا بعد البول».
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟