أخبار

دراسة: شرب الشاي والقهوة مفيد لمرضى الروماتيزم

انتبه.. 4 أطعمة "صحية" تحرمك من فقدان الوزن

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابته

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

تحول العافية وفجاءة النقمة.. البلاء الذي استعاذ منه النبي

١١ وسيلة تحببك فى الطاعة وتكرهك فى المعصية.. احرص عليها

قيمتك بأخلاقك وقيم ما تدين به.. فماذا هي قيمتهم وقيمهم؟

منذ طفولتي أسعد بإيذاء مشاعر الآخرين.. كيف أتعافى؟

"أبو طالب" في ميزان النبي.. وفاء في الدنيا وشفاعة في الأخرة

بقلم | أنس محمد | الجمعة 28 ابريل 2023 - 12:20 م

أقر الله سبحانه وتعالى لنفسه بالوحدانية وشهدت بذلك الملائكة والأنبياء والناس اجميعن، كما أقر لنفسه بمحاسبة الناس على أفعالهم، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وهو على ذلك قدير، ولكن أكثر الناس يجحدون ويتمردون على حكمه فيه نحن البشر، فترى منهم من يناقش ويجادل في اصطفائه لبعض البشر من أنبيائه، ومنهم من يجادل في رزق هذا وحظ ذاك، ومنهم من يجادل حتى في الجنة والنار فيدخلون ويخرجون الناس من الجنة والنار وكأنها ضيعة من ضيعاتهم يمتلكون مفاتحها.

ومن أكثر المسائل المختلف عليها قضية الجنة والنار، فترى البعض يصر على أن يشارك الله وحدانيته في حساب مخلوقاته، فيدخلون هذا الجنة ويطردون هذا من النار، حتى أنهم بين الحين والأخر يجددون الجدال حول مصير أبوي النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب وأمنة بنت وهب، ويتساءلون عن مصيرهم في الجنة أم النار وهل هم مؤمنون أم مشركون، كما يجددون الجدل مع بداية العام الهجري حول مصير أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

مواقف أبي طالب مع النبي 


وكان أبو طالب في حياته يدعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحميه ويذود عنه، متحملًا للأذى والملامة بدلًا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويشهد كل قارئ لسيرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أنه ما وجد أب أحنى على ولده من أبي طالب على ابن أخيه؛ بحيث إننا لو أخذنا بالقرائن أو بالأمارات على ما يستكن في القلوب لما وسعنا إلا القول بأنه مؤمن، والله أعلم بما هنالك، بحسب ما تقول دار الإفتاء المصرية.

وقد نالت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم من بعد وفاة أبي طالب ما لم تنله منه في حياته، وقد قال هذا النبي نفسه، فيما روى ابن سعد عن حكيم بن حزام وثعلبة بن صعير رضي الله عنهم قالا: لما توفي أبو طالب وخديجة رضي الله عنهما اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مصيبتان، فلزم بيته وأَقَلَّ الخروج، ونالت قريش منه ما لم تكن تنال ولا تطمع فيه، فبلغ ذلك أبا لهبٍ فجاء فقال: يا محمد، امض لما أردتَ، وما كنتَ صانعًا إذ كان أبو طالبٍ حيًّا فاصنعه، لا واللات والعزّى لا يوصل إليك حتى أموت.

وورد على لسان النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قوله: «مَا نَالَتْ مِنِّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ» رواه البيهقي في "دلائل النبوة".

واشتد الأذى، وكان الاعتداء بالقول والفعل، حتى اضطر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى أن يطلب الجوار ليدخل مكة المكرمة، فأجاره مطعم بن عدى.

و زاد من حزن النبي صلى الله عليه وسلم ما أعقب وفاتهما من انغلاق معظم أبواب الدعوة إلى الدين الحق على ما كان يبدو ظاهرًا، وكان حزنه على ألا يؤمن الناس بالحق الذي جاء به شيئًا غالبًا على نفسه صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى من أجل تخفيف هذا الحزن الآيات مواسية له ومسلية، ومذكّرة إياه بأنه ليس مكلفًا بأكثر من التبليغ، فلا داعي إلى أن يذهب نفسه عليهم حسرات إذا لم يستجيبوا ولم يؤمنوا؛ كما قال تعالى: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ۞ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ۞ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأنعام: 33-35].

اقرأ أيضا:

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

وفاة أبي طالب


عن المسيب بن حزن قال: (لَمَّا حَضَرَتْ أبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أبَا جَهْلٍ، وعَبْدَ اللَّهِ بنَ أبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ، فَقالَ: أيْ عَمِّ قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لكَ بهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَقالَ أبو جَهْلٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بنُ أبِي أُمَيَّةَ: أتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْرِضُهَا عليه، ويُعِيدَانِهِ بتِلْكَ المَقالَةِ، حتَّى قالَ أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ: علَى مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ، وأَبَى أنْ يَقُولَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: واللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فأنْزَلَ اللَّهُ: {ما كانَ للنبيِّ والذينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} وأَنْزَلَ اللَّهُ في أبِي طَالِبٍ، فَقالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}.

فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية أبي طالب حبا له ووفاءا به، وإخلاصا للدعوة، ولم يفعل هذا الموقف مع أبي طالب فقط بل مع كل شخص حزن النبي على كفره، ففي البخاري عن أنس قال: (كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ).

لذلك وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لعمه، ومحاولته رد جميله عليه؛ بأن ينقذه من النار، فقد تربى النبي في كنفه صغيرا، وكان يحوطه كبيرا ويرعاه ويدفع عنه أذى المشركين، وكان أبو طالب سيدا فيهم بعد أبيه مطاعا كريما مهيبا وكان أخذ عهدا على نفسه ألا يخلصوا إلى ابن أخيه بأذى ما دام حيا ويقول:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم .. حتى أوسد في التراب دفينا
وكان يعلم صدق ابن أخيه، ويرى من جميل شمائله وحسن خلقه، وحسن ما يدعو إليه حتى كاد أن يسلم.. وهو القائل:
ولقد علمت بأن دين محمد ... .. من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة .. .. لوجدتني سمحا بذاك مبينا

وحزن النبي صلى الله عليه وسلم على كفر أبي طالب وألح في إسلام عمه وبذل قصارى جهده في دعوته إلى آخر لحظة في عمره؛ رجاء أن يطيعه فيسلم فيشفع له عند الله، (يا عم قل: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لكَ بهَا عِنْدَ اللَّهِ)، ولكن أبت صحبة الأشرار والفجار والكفار إلا أن تؤتي ثمارها الخبيثة، وتثبت أنها مصيبة كبيرة وسبب هلاك، فقد كاد الرجل أن يسلم لولا إلحاح أبي جهل وعبد الله بن أبي أمية وقولهم له: أتترك دين آبائك وأجدادك، أتترك دين عبد المطلب، فما زالوا به حتى مات على الشرك، وقال: "هو على دين عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله".

هل أبو طالب في الجنة أم النار؟

أبو طالب هو أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة، بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له في ذلك، وإنما يخفف الله عنه ما هو فيه من العذاب بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما رواه مسلم في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أهون أهل النار عذابًا أبو طالب ، وهو ينتعل بنعلين يغلي منهما دماغه » .

 ولما رواه مسلم وغيره عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: « يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: نعم، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ».

وفي رواية عن العباس : « قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح » .

 وروى مسلم أيضًا، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب ، فقال: « لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه » .

الكلمات المفتاحية

مواقف أبي طالب مع النبي وفاة أبي طالب شفاعة النبي لعمه أبي طالب

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أقر الله سبحانه وتعالى لنفسه بالوحدانية وشهدت بذلك الملائكة والأنبياء والناس اجميعن، كما أقر لنفسه بمحاسبة الناس على أفعالهم، فيغفر لمن يشاء ويعذب من