الزوجة في الإسلام لها مكانتها؛ فلقد تبوأت مكانة كبيرة ورائعة حتى صارت جوهرة مكنونة تتربع على عرش أسرتها الصغيرة يحترمها الجميع ويستشيرها زوجها ولها حقوقها المستقلة.
احترام الزوجة:
وإذا كنا نتكلم عن الزوجة فإننا نؤكد على مسألة احترام شخصها وكونها إنسانة مصانة قبل كل شيء، ومبدأ احترام الزوجة له عدة معان تطبيقية مهمة.
وقد بينت الأمانة العلمية لإسلام ويب هذه المعاني وذكرتها بأنه يلزم لاحترام الزوجة عدة أمور فهذا يعني احترام الذات الإنسانية بالأصالة، فلا تُؤذى، ولا تُمتهن، ولا تُقبح، ولا تحتقر، فالمرأة محترمة بخلق الله لها، وبتقديره لقيمتها وأثرها، فمن أهمل ذلك فقد تعدى وظلم.
كما احترام الزوجة يعني احترام الإيمان الذي تؤمن به الزوجة، فإن للمؤمن على المؤمن حقوقا معروفة، وحق الزوجة المؤمنة يزيد بقربها وميثاقها، فإن كانت صالحة تقية فاحترامها مضاعف، وتقديرها متزايد، وإن كانت غافلة، فدعوتها لازمة وتذكيرها واجب، وتعليمها حق.
لماذا اهتم الإسلام بالزوجة؟
واهتمام الإسلام بالزوجة له مظاهر وأسباب، ومن أسبابها أنها تغرس احترام الأبناء لأمهم، فالأم التي يسخر منها زوجها أو يحقرها أمام أبنائها تكون عادة معرضة لمثل هذا الفعل من أبنائها الصغار، ويستمر هذا عندهم حتى ما يكبروا.
كما أن الزوجة تبث قيمة احترام المرأة كمبدأ محترم في نفوس الأبناء، فيخرج الأبناء كأفراد يعرفون قيمة المرأة ويحترمونها، ويقدرونها قدرها في حياتهم الحالية وحياتهم المستقبلية.
أيضا الزوجة تعلي من قيمة توجيهات الأم لأبنائها، وتساعدها على ضبط سلوكهم وتقويم انحرافاتهم.
ولا شك أنه حينما يفتقد البيت وجود الأب، تعمل الأم كموجه ومرب ومعلم، فيكون الاحترام دافعا قويا لإنجاحها في دورها.
مظاهر احترم الزوج لزوجته:
وإذا كان على أحد أن يحترم الزوجة فالأساس المخاطب بهذا هو الزوج كما أن احترام الزوجة يقوم سلوك الزوج ذاته، ويربي في داخله المكارم، ويسمه بالخلق الراقي الحضاري.
ولمظاهر احترام الزوج لزوجته أشكال كثيرة منها:
.أن يكرمها أمام الناس، وأمام أسرتها، ويقوي شخصيتها، ويكسبها الثقة في نفسها، والقدرة على التصرف في المواقف الصعبة، والثبات عند لحظات الألم.
. وأن يكسو البيت بأخلاق الإسلام، التي هي أخلاقه صلى الله عليه وسلم، التي هي قمة الرقي والسمو والحضارية، إذ كان ينتقي لزوجته الكلام كما ينتقى أطايب التمر، ويشاور نساءه في الأمور المهمة، كما شاور أم سلمة رضي الله عنها يوم الحديبية، ويبقى وفيا لها أعمق وفاء، كما وفاؤه لخديجة رضي الله عنها.. وهكذا.