جميعنا يتمنى لو أن الله عز وجل يستره بين خلقه في الدنيا والآخرة، فلا يحب أحد أبدًا أن يفضحه الله بين عباده، مهما كانت ذنوبه، وبالتالي فكيف يكون الطريق إلى لطف الله بنا، وستره علينا في الدنيا والآخرة؟.. يكون بدون أدنى شك بتقديم نواياك في ستر أخيك المسلم، حينها فإن الله عز وجل بذاته العليا، هو الذي سيسترك جزاء عملك الطيب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، وفي رواية: «لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره يوم القيامة».
الجزاء من جنس العمل
إذن، الجزاء من جنس العمل، إذا سترت امرئ مسلمًا، سترك الله بالمقابل، فعن مسلمة بن مخلد الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله – عز وجل – في الدنيا الآخرة, ومن نجى مكروباً فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».
وهي معادلة ليست صعبة، إلا أن الصعب فيها الآن، أن الكثير من الناس يمشون بالنميمة، ويحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فينقلون أخبار الناس، ويتتبعون سيرتهم، بل ويزيدون عليها من تأليفهم، فتكون النتيجة فضيحة عارمة، وهي بالأساس (مفبركة)، لكن هؤلاء جزائهم يكون العكس، ليس الجنة، أو الستر في الدنيا والآخرة، كما وعد الله من يستر أخيه المسلم، وإنما فضيحة في الدنيا والآخرة.
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوْراتهم؛ فإنه مَن تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع الله عورته، ومَن تتبَّع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته».
اقرأ أيضا:
كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنبلحم أخيك
عزيزي المسلم، أتود أن تأكل من لحم أخيك ميتًا؟.. بالتأكيد ستقول لا.. إذن فتوقف من فورك عن الخوض في عرضه أو سيرته، لأن الأمر جلل، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» (الحجرات 12).
وعن سهل بن معاذ بن أنس الجُهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حمى مؤمنًا من منافق - أراه قال - بعث اللهُ عز وجل ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومَن رمى مسلمًا بشيء يريد شَيْنه به، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال».