يجهل الكثير من المسلمين ترتيب مناسك الحج وأعماله، فقد يذهب الكثير من الحجيج للمشاعر المقدسة دون علم كيف سيقوم بأداء هذه الشعيرة المقدسة، معتمدًا على المطوف أو المرشد الديني المرافق للرحلة، الأمر الذي يدخل الكثير من الحجيج في حالة من الخوف من أن يتم فوات ركن من أركان الحج، أو يكون حجه منقوصًا.
وتبدأ مناسك الحج من اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية، وتنهي في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة وهو ثالث أيام التّشريق.

وتبدأ المناسك من عند الوصول إلى الميقات، وهو المكان الذي تبدأ منه الإحرام، فحال أردت الإحرام بالعمرة؛ فعليك الاغتسال كما تغتسل من الجنابة -إن تيسر لك- ثم ارتدِ ثياب الإحرام إزارًا ورداء، وهذا للرجل.

أما المرأة تلبس ما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة.

النية

بعد الاغتسال والإحرام، تبدأ النية بالقول: " لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.”

الوصول إلى مكة

عند وصول الحاج إلى مكة، يبدأ بطواف البيت سبعة أشواط طواف العمرة، تبتدئ من الحجر الأسود وتنتهي إليه.

الصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم قريبًا منه إن تيسر أو بعيدًا.

بعد الانتهاء من الصلاة؛ يخرج إلى الصفا، ويسعى بين الصفا والمروة سبع مرات سعي العمرة، تبتدئ بالصفا وتختم بالمروة.

بعد إتمام السعي؛ قصر شعر رأسك.. وبهذا تكون قد تمكنت من إتمام العمرة، ففك إحرامك، والبس ثيابك.

ثم احرم بالحج من مكانك الذي أنت نازل فيه.

في ضحى اليوم الثامن من ذي الحجة؛ اغتسل إن تيسر لك، والبس ثياب الإحرام، ثم قل: لبيك حجًا، لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

بعد ذلك اذهب إلى منى، وصلِّ بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً بلا جمع، وعندما تطلع الشمس، فسِرْ إلى عرفة، وصلِّ بها الظهر والعصر جمع تقديم على ركعتين ركعتين، وامكث فيها إلى غروب الشمس.

أكثر من الذكر والدعاء في عرفة هناك مستقبل القبلة.

وعندما تغرب الشمس؛ سِر من عرفة إلى مزدلفة، وصلِّ بها المغرب والعشاء والفجر، ثم امكث فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس.

 يمكنك أن تسير إلى منى آخر الليل، لترمي الجمرة قبل زحمة الناس؛ في حال كنت ضعيفًا، ولا تستطيع مزاحمة الناس عند الرمي.

سر من مزدلفة إلى منى عند اقتراب طلوع الشمس؛ وعند الوصول إلى منى؛ عليك القيام بما يلي:

-ارم جمرة العقبة، وهي أقرب الجمرات إلى مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، وكبر مع كل حصاة.

-اذبح الهدي، وكل منه، ووزع على الفقراء، والهدي واجب على المتمتع والقارن.

-احلق رأسك أو قصره، والحلق أفضل، وللمرأة تقصر منه بقدر أنملة.

تقوم بهذه الأشياء الثلاثة، مبتدئًا بالرمي ثم الذبح ثم الحلق إن تيسر، وإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج..

وبعد أن ترمي وتحلق أو تقصر تحل التحلل الأول؛ فتلبس ثيابك ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء.

بعد ذلك اذهب إلى مكة، وطف طواف الإفاضة “طواف الحج” واسعَ بين الصفا والمروة سعي الحج.

وبهذا تحل التحلل الثاني، ويحل لك جميع محظورات الإحرام حتى النساء.

بعد الطواف والسعي اذهب إلى منى فبت فيها ليلتي أحد عشر واثنى عشر..ثم ارمِ الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر بعد الزوال، تبتدئ بالأولى وهي أبعدهن عن مكة، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات، تكبر مع كل حصاة، وتقف بعد الجمرة الأولى والوسطى، تدعو الله مستقبل القبلة، ولا يجزئ الرمي قبل الزوال في هذين اليومين.

وبعد إتمام الرمي في اليوم الثاني عشر، فإن شئت أن تتعجل فاخرج من منى قبل غروب الشمس، وإن شئت أن تتأخر -وهو أفضل- فبت في منى ليلة الثالث عشر، وارمِ الجمرات الثلاث في يومها بعد الزوال كما رميتها في اليوم الثاني عشر..فإذا أردت الرجوع إلى بلدك، فطف عند سفرك بالكعبة طواف الوداع سبعة أشواط..وللمرأة في حال كنتِ حائض أو نفساء فليس عليكِ طواف الوداع.

اقرأ أيضا:

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

أعمال الحج في كلمات بسيطة:

أولًا: مواقيت الحج
ثانيًا: الإحرام
ثالثًا: الطواف
رابعًا: السعي بين الصفا والمروة
خامسا: المكث بمنى يوم التروية والمبيت بها ليلة عرفة
سادسًا: الوقوف بعرفة
سابعًا: الإفاضة إلى المزدلفة
ثامنًا: التحلل من الإحرام
تاسعًا: الهدي
عاشرًا: المبيت بمنى أيام التشريق
حادي عشر: طواف الوداع
ثاني عشر: الكفارات

الكفارات:

كفارات الحج:هي الأمور التي وضعها الشارع للتكفير عن فعل محظور من محظورات الحج لجبر الخلل الذي وقع الحاج فيه؛ مثل:

كفارة ترك واجب من واجبات الحج: فمن ترك واجبًا لزمه الإتيان به إن كان وقته باقيًا وإن مضى وقته أو عجز عن أدائه بدون عذر وكان متعمدًا؛ فعليه فدية وهي ذبح شاة، فإن لم يجد صام عشرة أيام: ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع إلى وطنه.

كفارة الإحصار: وهو المنع من بلوغ المناسك بمرض أو نحو ذلك؛ فعليه ذَبْح شاة أو ما يقوم مقامها.

كفارة قتل الصيد: كفارته أن يُهدي مثله من النعم.

كفارة فعل محظور من محظورات الإحرام: مثل حلق الرأس، واستعمال الطيب، ولبس المخيط، وتقليم الأظافر، ونحو ذلك؛ فالواجب فيه على التخيير ذَبْحُ شاة، أو التصدقُ بثلاثة آصُعٍ- ومقداره عند الجمهور 3,12 كجم-، أو صومُ ثلاثة أيام.

كفارة الجماع: وهو الدم الواجب بالجماع، فإذا جامع الرجل زوجته قبل التحلل الثاني فسد حجه، ويجب عليه ترتيبًا: ذبح بدنة، فإن لم يجد فبقرة، فإن لم يجد فسَبْعٌ من الغنم، فإن لم يجد قَوَّم البدنة واشترى بقيمتها طعامًا، فإن لم يجد صام عن كل مُدٍّ يومًا، وعليه إتمام أعمال الحج والقضاء من العام التالي.