الوقوف في عرفة يعدّ عمدة أفعال الحج وأهم أركانه، بل هو ركن الحج الأعظم، ولهذا رُوي في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحج عرفة".. ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، ووقت الوقوف من الزوال يوم عرفة إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر، والوقوف بعرفة هو أجمل موقف يقف فيه الحجاج في رحلة الحج رحلة العمر وفيه هذا الموقف يباهي الله ملائكته بعباده الذين جاءوا من كل حدب وصوب يرجون رحمته.
ويعد جبل عرفة من أشهر الجبال في مكَّة المكرَّمة وأهم مزاراتها، وفيه من المعالم ما يحرص المسلمين على الوصول إليها، والنَّيل من أجرها وعظيم مكانتها، ومن هذه المعالم التي تزيد من أهمية جبل عرفة ما يأتي:
وهو الاسم المشهور عنه، وله أسماء أخرى مثل اسم جبل الدعاء، يعدُّ من أهمِّ معالم جبل عرفات، ويحرص الحجَّاج على الوقوف عليه تأسِّيًا بالرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، وللتضرُّع إلى الله في الدُّعاء والعبادة، وهو أفضل مكان للوقوف في عرفة.
ويتكوّن جبل الرحمة من أكَمة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة، مُشكَّلة من حجارةٍ صلدةٍ ذات لون أسود كبير الحجم، ويقع في الناحية الشرقية من جبل عرفات بطول يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 مترًا، وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 مترًا، ويوجد على قمة الجبل شاخص يبلغ ارتفاعه 7 أمتار،ٍ ويُطلق على هذا الجبل الكثير من الأسماء كجبل إلال، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل القرين.
ويحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو اثنين وعشرين كيلومترًا على بُعد عشرة كيلومترات من مشعر منى وستة كيلومترات من المزدلفة بمساحة تقدر بعشرة كيلومترات مربعة، وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.
هو الجبل الذي نزل عليه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في حجَّة الوداع، وتمَّ بناء مسجد نمرة عليه، وأصبحت مساحته الآن حوالي مئةً وأربعةً وعشرون ألف مترٍ مربعٍ، ويتسع لأكثر من ثلاثمئة ألف مُصلِّي.
يقع أسفل جبل الرَّحمة على يمين من يصعد عليه،وفيه صخراتٌ كبارٌ وقف عندها الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- عشية يوم عرفة، وقد كان على ناقته، وهو مرتفع عن الأرض قليلاً.
يوجد في جبل عرفة تلةٌ صغيرةٌ تشبه البرث وتُسمّى النابت؛ لأنها تشبه النبتة في الأرض السهلة، وتُسمّى أيضًا البادية القرين، وهي التي يصعد عليها الحجَّاج يوم الوقوف، وهي من أهمِّ واجبات الحجِّ، روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (قد وقفتُ ها هُنا، وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ).
في السُنة على المسلم أن يعلم أنَّه لا يوجد فرق بين الوقوف عند الصخرات التي وقف عندها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبين الوقوف في أيِّ مكان آخر في عرفة، أمَّا صعود الجبل فهو غير مشروعٍ قطعًا في الشريعة الإسلاميَّة، فلم يرد عن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه صعد الجبل ولم يستقبله.
وعلى الحجَّاج اغتنام وقتهم في العبادة والدُّعاء، وعدم التَّزاحم من أجل صعود للجبل؛ فيضيعوا وقتهم الثَّمين فيما لا يعود بفائدةٍ عليهم، فلا يوجد سبب لصعود جبل عرفة على وجه الخصوص، ودليل ذلك ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (قد وقفتُ ها هُنا وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ، ويعد الوقوف بعرفة ركن الحجّ الأعظم؛ الذي لا يتمّ الحج بدونه، ولا حاجة لصعود الجبل كلّه والتزاحم، بل يكتفي الحاجّ بالوقوف في أي مكان في عرفة.
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبراقرأ أيضا:
فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة..لا تتنافس على الشر واكتشف سترك الحقيقي