من خلال تجارب محاكاة مدهشة توصلت دراسة جديدة إلى أن "الكواكب الفائقة" الموجودة خارج نظامنا الشمسي الغنية بالهيدروجين أو الهيليوم قد تكون صالحة للحياة أكثر من كوكبنا.
ويقول الباحثون إن الكواكب الخارجية الصخرية ذات الغلاف الجوي الذي يهيمن عليه الهيدروجين والهيليوم، لها أسطح دافئة بما يكفي لاستضافة الماء السائل.
كما أن وجود الماء السائل "ملائم للحياة"، لذلك يمكن لهذه الكواكب أن توفر ظروفا صالحة للحياة وموائل غريبة ربما حتى 8 مليارات سنة.
وقاد الدراسة الجديدة باحثون في جامعة زيورخ بسويسرا، ونشرت اليوم في مجلة Nature Astronomy.
ويقولون إن هذه الكواكب من المحتمل أنها "لا تتشابه كثيرا مع كوكبنا الأصلي" وقد تستضيف كائنات حية تحت ضغوط عالية جدا.
ويقول المعدون: "ستعيش الحياة على نوع الكوكب الموصوف في هذا العمل في ظل ظروف مختلفة إلى حد كبير عن معظم الحياة على الأرض". وتتراوح الضغوط السطحية في نتائجنا بين 100-1000 بار، وهو نطاق الضغط لأرضيات المحيطات والخنادق. ولا يوجد حد نظري للضغط على الحياة، وبعض الأمثلة الأكثر تطرفا في الغلاف الحيوي للأرض تزدهر عند حوالي 500 بار.
ومنذ مليارات السنين، احتوى الكون المبكر على الهيدروجين والهيليوم فقط، وهي غازات كانت متاحة بسهولة في المواد المكونة للكواكب حول النجوم الفتية، مثل شمسنا.
لذلك، قامت جميع الكواكب بتكوين أغلفة جوية سيطر عليها هذان العنصران، بما في ذلك الأرض.
وقال معد الدراسة رافيت هيلد من جامعة زيورخ: "عندما تشكل الكوكب لأول مرة من الغاز والغبار الكوني، جمع غلافا جويا يتكون في الغالب من الهيدروجين والهيليوم - وهو ما يسمى الغلاف الجوي البدائي".
ومع ذلك، على مدار تطورها، فقدت الكواكب الصخرية بما في ذلك الأرض هذا الغلاف الجوي البدائي لصالح العناصر الأثقل، مثل الأكسجين والنيتروجين.
ومع ذلك، يمكن للكواكب الأخرى الأكثر ضخامة أن تجمع أغلفة جوية بدائية أكبر بكثير، والتي يمكنها الاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى في بعض الحالات.
وقال هيلد: "يمكن لمثل هذه الأجواء البدائية الضخمة أن تُحدث تأثيرا لظاهرة الاحتباس الحراري - تماما مثل الغلاف الجوي للأرض اليوم". لذلك أردنا معرفة ما إذا كانت هذه الأجواء يمكن أن تساعد في تهيئة الظروف اللازمة للمياه السائلة.
وصمم الفريق ما يقرب من 5000 كوكب خارج المجموعة الشمسية، بعضها مرتبط بنجمه وبعضها عائم حر، وقام بمحاكاة تطورها على مدى مليارات السنين.
ولم يأخذ الباحثون في الحسبان فقط خصائص الغلاف الجوي للكواكب ولكن أيضا شدة إشعاع نجومها وكذلك الحرارة الداخلية للكواكب التي تشع إلى الخارج.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وأثناء تواجدها على الأرض، تلعب هذه الحرارة الجوفية دورا ثانويا فقط في الظروف على السطح، ويمكن أن تساهم بشكل أكبر في الكواكب ذات الأغلفة الجوية البدائية الضخمة.
وتشير النتائج إلى أنه اعتمادا على كتلة الكوكب ومدى بُعده عن نجمه، يمكن لهذه الكواكب أن تحافظ على بيئة سطح معتدلة لمدة تصل إلى 8 مليارات سنة، بشرط أن يكون الغلاف الجوي سميكا بدرجة كافية - ما بين 100 إلى 1000 مرة أكثر سمكا من الأرض.
ويقول الباحثون إن أدوات مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الموجود حاليا في الفضاء، والتلسكوب الكبير للغاية، قيد التطوير بشكل متواصل، يجب أن تكشف المزيد عن المؤشرات الحيوية في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية.
اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشراقرأ أيضا:
وبدأ موسم الرمان.. فوائد سحرية لقلبك ومناعتك والوقاية من هذه الأمراض