أخبار

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على إقناع اصحابه دون إجبار.. وهذا هو الدليل

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 10:15 م

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم متسلطا حتي مع من يخالفه فقد كان صبوراً حليما يعلم أصحابه بحكمة بالغة ويقنعهم ولا يجبرهم.

ولقد كان هذا حاله صلى الله عليه وسلم مع من يعلمه فيصبر ويلين قال تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ.....".

الرسول يدرأ الفتنة بحسن تصرفه:

ولقد تعددت مواقف السيرة التي تظهر كيف كان صل الله عليه وسلم حريصاً على إقناع اصحابه يخاطب عقولهم ويضرب لهم الأمثلة من الواقع فيما يأمرهم به أو ينهاهم عنه ومن هذا ماجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! وُلِدَ لي غلام أسود، فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم! قال: ما لونها؟ قال حمر، قال: هل فيها من أوْرق؟ قال: نعم! قال: فأنَّى ذلك؟ قال: نزعه عِرْق، قال: فلعل ابنك هذا نزعه عرق) رواه البخاري.
ويتبين من خلال هذا الحديث كيف درأ صلى الله عليه وسلم الفتنة التي كانت من الممكن أن تقع إن أجبر الرجل على قبول الأمر ولم يضرب له مثالا.

مثال رائع لتوجيه الرسول لأصحابه:

ومن مواقف السيرة الشهيرة التي صارت مضرب الامثال في حلمه صلى الله عليه وسلم في توجيه أصحابه والصبر عليهم ما جاء عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد (غضب) هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا من ذلك، قال : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، قال: فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة، قال: فجاء رجال من المهاجرين فتركهم، فدخلوا وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال : قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله، وعالة (فقراء) فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل، قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن والفضل، قال: أما والله لو شئتم لقلتم فَلَصَدَقْتُمْ، وَصُدِّقْتُمْ، أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شِعبا (طريقا)، وسلكت الأنصارُ شِعْبا لسلكْتُ شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا) رواه أحمد.
وبهذا يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ أصحابه بالشدة والعنف بل كان حريصاً على توجيه أصحابه بالرفق واللين مهما كانت درجة اختلافهم معه.

كيف رد النبي على من يطلب الاذن بالزنا؟

ومن براعة توجيهه صلى الله عليه وسلم لأصحابه ما جاء عن أبي أُمَامة رضي الله عنه قال: (إن فتى شابا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مَهْ مَهْ (أي: اسكت وانزجر)، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء) رواه أحمد.
وقد ظهر من هذا الحديث كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم نفسية الرجل ورده عن الرذيلة دون أن يعنفه بل اعتمد الإقناع وسيلة فعالة في نصحه.
ومما سبق يتبين أن الإقناع لم تكن وسيلة هامشية في تعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه بل كان الوسيلة الأكثر فاعلية والتي كان لها مردودها الحسن علي من كان يختلف معه وهذا يتماشي مع كونه صلى الله عليه وسلم بعث موجها ومرشدا ففي الحديث "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

الكلمات المفتاحية

اللين الرفق الصحابة الرسول

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم متسلطا حتي مع من يخالفه فقد كان صبوراً حليما يعلم أصحابه بحكمة بالغة ويقنعهم ولا يجبرهم.