كما أن للبدن أمراضا فإن للنفس البشرية أمراضا بل هى الأخطر والتى أن سيطرت على العبد أردته وثابته وجعلته عرضة الخيار فى الدنيا والآخرة.
أخطر أمراض القلوب:
وأخطر امراض القلوب الكبر الذي يأكل الحسنات والذي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المتصفح به بأنه لا يدخل الجنة، يقولُ (صلى الله عليه وسلم):[لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبِه مثقالُ ذرةٍ من كبر]، [ثلاثُ مهلكات؛ شحُ مطاع، وهوىً متبع، وإعجابُ المرءِ بنفسِه].
[دبَ إليكم داءُ الأممِ قبلَكم؛ الحسدُ والبغضاء هي الحالقَة، لا أقولُ تحلقُ الشعرَ ولكن تحلقُ الدين].
الرياء يحبط العمل؛
والرياء يحبط العمل مهما بلغت كميته ودرجاته عن الناس لأن الرياء شركبالاه والله لا يرضى أن يكون له شريك ،
استمع إلى وصفِ النبيِ (صلى الله عليه وسلم) لأحدِ هذه الأمراض حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) وهو يتحدث عن الرياء:[اتقوا الشرك الخفي؛ فإنَه أخفى من دبيبِ النمل].
إنهَ يتسربُ إلى القلبِ على حينِ غفلةٍ؛ فيجثمُ ويترعرعُ فيه حتى يرويه.
أمراض القلوب تتضاعف وتتكاثر:
وكما أن مرض الجسد أن لم يتم علاجه مبكرا يكبر وينمو من عضو لآخر فإن أمراض القلوب كذلك تتضاعف وتتزايد فإن الأدواء التى تصيب القلوب تتضاعف وتتكاثر وتتزايد أيضاً ومن هذا الكبر، فليس بالضرورةِ أنهُ تلكَ المشيةِ المتبخترة، أو ذلك الأنفُ المشمخر، كلا فقد يظهرُ الكبرُ في صورةِ الاستعلاءِ عن الحقِ بردِه، قد يظهرُ الكبرُ في صورةِ احتقارِ الناسِ وغمطِهم والنظرِ إليهم بازدراء، وإن مشى صاحبُه الهوينا وإن شمّر ثيابَه ونكسَ رأسَه.
علاج أمراض القلوب:
ووعلى العبد المؤمن أن يسعى لتطهيرِ القلوبِ من هذه العلل يفضي إلى الوصولِ إلى مرتبةٍ عظمى هي التي أدخلت ذاك الصحابيَ الجليلَ مخموم القلب سليم الصدر الجنة يوم سبرَ عملُه فإذا هو لم يتميز بعمل ولكن تميز بقلبٍ صافٍ وضيءٍ رقراق.
ولذا قال النبيُ (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه وقد سألوه يوما عن أي الناسِ أفضل: [كلُ مخمومُ القلبِ صدوقُ اللسان، قالوا يا رسول الله قد عرفنا صدوقُ اللسان، فما مخموم القلب؟ قال هو التقيُ النقي الذي لا أثم فيه ولا بغي ولا حسد].