لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم إلا قولا صحيحا لا هزل فيه ولا كذب ولا مراء.
فكلامه صلى الله عليه وسلم وحي من الله تعالى ليعلم به أمته فسكوته تعليم كما أن كلامه تعليم لأمته، قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}(النَّجم 4:3).
خصائص كلام النبي صلى الله عليه وسلم:
لكلام النبي صلى الله عليه وسلم خصائص ومن هذه الخصائص لكلامه صلوات الله وسلامه عليه ـ التي خصه الله بها أن أعطاه جوامع الكلِم. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: أُعْطِيُت جوامع الكلم (الكلام القليل ذو المعنى الكثير)، ونُصِرْتُ بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجُعِلَت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأُرْسِلْتُ إلى الخلق كافة، وخُتِم بي النبيون) رواه مسلم.
ومن هديه صلوات الله وسلامه عليه في كلامه إعادة بعض الكلمات وتكرارها فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: (كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تُفْهَم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا) رواه البخاري.
كما أن من خصائص كلامه صلى الله عليه وسلم أنه كان يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، قال القاضي عياض: "وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يُجهل، سلاسة طبع، وإيجاز مقطع، وفصاحة قول، وصحة معان، أوتي جوامع الكلم وخُصَّ ببدائع الحِكَمِ وعلم ألسنة العرب، فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها، ويحاورها بلغتها، ويباريها في منزع بلاغتها.
ومن خصائص كلامه صلى الله عليه وسلم أنه كان صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يبتسم أثناء حديثه وكلامه. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث حديثاً إلا وهو يتبسم في حديثه".