شهد أعداء الإسلام قبل مؤيديه، بأن النبي صلى الله عليه وسلم افتتح برسالته عصر العلم والنور والمعرفة، فقد نزل الوحي عليه بأمره تعالى "اقرأ" ليعلي قيمة العلم وينتصر للمعرفة، ويحكم العقل والتفكير، ليمحو النبي صلى الله عليه وسلم ما تراكم على الرسالات السابقة من التبديل والتحوير، وما أدخله عليها الجهل من سخافات لا يعول عليها عاقل.
فقد ظل الإسلام وسيظل بالعلم، وحين يتنازل الناس عن العلم تهدم ديارهم وتقع راياتهم، وتسبى نساؤهم ويذل رجالهم.
وقد تأخر المسلمون في العصر الحديث بما تنازلوا فيه عن العلم والتفكير، والتدبر، والانتصار لمنهجية العلم التي أسس لها الإسلام، وانظر لهذا الموقف الذي تحكي عنه كتب التاريخ، حين سافر عالم الفيزياء الشهير (أينشتاين) إلى اليابان عام 1922 في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن فوزه بـ (جائزة نوبل للفيزياء).
فيحكى أنه كان في الفندق ولم يجد معه مالاً في جيبه ليعطيه للخادم الذي جلب الشاي، فأراد أن يعلم هذا الرجل قيمة العلم بنصيحة خالدة، فأمسك ورقة وكتب فيها جملة ثم وقعها ثم أعطاها للخادم ونصحه بالاحتفاظ بها، وبعد مرور 95 عاماً اتصل أحد أبناء أخوة عامل الفندق ذاك بدار المزايدات لطرح الورقة في المزاد،ابتدأ المزاد بالشاري الأول (2000 دولار) وبعد 25 دقيقة وقف المزاد على مبلغ (1,3 مليون دولار).
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةفماذا كتب أينشتاين في تلك الورقة :
كتب لعامل الفندق يقول له: "حياة هادئة، ومتواضعة تجلب قدراً من السعادة أكبر من السعي للنجاح المصحوب بالتعب المستمر".
وفي عام 1958 كان رئيس جامعة بغداد البروفيسور (عبدالجبار عبدالله) هو أحد أربعة طلاب تتلمذوا على يد العالم (أينشتاين) في معهد (ماساشوستس) في الولايات المتحدة ،عندما حدث انقلاب على سلطة (عبد الكريم قاسم) (1963) واعتُقل العالم الفيزيائي العراقي تلميذ (أينشتاين) فيمن اعتقلوا من كوادر وسياسيين وأساتذة وعسكريين وعندما أُفرج عنه هاجر إلى الولايات المتحدة، وأقام أستاذاً في نفس المعهد ومنحه الرئيس الأمريكي انذاك أعلى وسام في أمريكا [ وسام العالم ]،أحد زملاء الزنزانة عرفه جيداً، يقول إنه كان يشاهده مستغرقاً في تأملاته وكانت دموعه تنهمر أحياناً ،و ذات يوم تجرأ وسأله عن سبب بكائه فأجاب العالم الكبير:عندما جاء الحرس القومي لاعتقالي صفعني أحدهم ،فأسقطني على الأرض ثم فتش جيوبي، وسرق ما لدي وأخذ فيما أخذ قلم الحبر الذي أهداه إلي (ألبرت أينشتاين) يوم نيلي شهادة الدكتوراه التي وقعها به ،كان قلماً جميلاً من الياقوت الأحمر ولم أكن استعمل هذا القلم إلا لتوقيع شهادات الدكتوراه لطلابي في جامعة بغداد ،صمت هذا العالم قليلاً. ثم قال :لم تؤلمني الصفعة، ولا الاعتقال المهين ما آلمني أن الذي صفعني كان أحد طلابي ،هذا ما قاله البروفيسور (عبد الجبار عبدالله).
يقول أينشتاين : 2% من البشر يفكرون و3% من البشر يظنون أنهم يفكرون و95% من البشر يفضلون الموت على أن يفكروا.
أكرم الخادم الياباني (انشتاين) واحتفظ بالقصاصة لأحفاده بينما في أمتنا أهانوا أينشتاين العراق والعرب وكسروا قلم أنشتاين ليس فقط في العراق بل الوطن العربي قاطبةَ دمروا العلم والعلماء والتعليم واهتموا بإنشاء جيل مهووس بالغناء والكرة والملاهي.
أمة اقرأ
سبق الإسلام إلى العلم منذ 1400 سنمة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته وامته أن ينهلوا من العلم، وأن يطلبوا الحكمة ولو في الصين، فخرج من المسلمين علماء سجلوا اكتشافاتهم في الرياضيات والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم، وفي هذا المجال كما في غيره كان العرب معلمين لأوروبا، فساهموا في نهضة العلوم على هذه القارة.
فقد جاء الإسلام ليمحو الجهل وينشر العلم والمعرفة، ويكفي أن أول آية في القرآن أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى: (اقْرَأ )، فالإسلام يعشق البحث والاستفسار ويدعو أتباعه إلى الدراسة والتنقيب والنظر قبل الإيمان.
وكان المسلمون منفردين بالعلم في تلك العصور المظلمة، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم كل مؤمن -رجلا كان أو امرأة- بطلب العلم والمعرفة ، وجعل من ذلك واجبا دينيا، وكان يرى في تعمق أتباعه في دراسة المخلوقات وعجائبها وسيلة للتعرف على قدرة الخالق، وكان يرى أن المعرفة تنير طريق الإيمان.
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الاجتهاد في طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وأخذ في محاربة الخرافات والبدع، فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: طلب العلم فريضة على كل مسلم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
اقرأ أيضا:
تتبع خطوات الشيطان بمواقع التواصل حتى الوقوع في فاحشة الزنا.. كيف تتجنبه وتتوب منه؟