قال الله تعالى " والصلح خير"، وحث القرآن الكريم على الدخول في مسار الصلح بين الناس، حيث قال تعالى :" ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها".
لماذا بكى النبي؟
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالس وعنده أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، فتنفس النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بكى.
فقيل له في ذلك، فقال: " خصمان بين يدي الرب عز وجل: طالب ومطلوب، فقال الله عز وجل للمطلوب: اقضه؟
قال: يارب، ومن أين، وعلى هذا الحال؟
فقال الرب عز وجل: من حسناتك، فقضاه، وبقيت عليه بقية، فقيل له: قد أخذت جميع حسناته، فقال: فخذوا من سيئاتي فاجعلوها عليه بقدر ما بقي من حقي
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عند ذلك يحرص الناس أن تلقى ديون بعضهم على بعض لينجو، فلما استوفى صاحب الحق، قال الله عز وجل لصاحب الحق: اردد على أخيك حسناته، وفتح له بابا من الجنة، فإذا مدائن وقصور.
فقال الله عز وجل: ذلك بإحسانك إلى أخيك، وردك عليه حسناته، فخذ بيده، فأدخله الجنة ".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يأمركم أن تصلحوا بين الناس في الدنيا، والله يصلح بينكم يوم القيامة».
اظهار أخبار متعلقة
آداب ومواعظ:
1-قال قتادة،: «والله، لقد عظم الله حرمة المؤمن، حتى نهاك أن تظن بأخيك إلا خيرا» ، فقال: " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم".. «إنما المؤمنون إخوة»، فكيف بإيمان قوم متباغضين؟.
2- وقال الضحاك صاحب التفسير : " ولا تلمزوا أنفسكم" .. قال: " اللمز: الغيبة، والتنابز: أن يقول لأخيه: يا كافر ".
3- قيل للربيع بن خيثم: ما لك لا تذمّ الناس؟ قال: «والله، ما أنا على نفسي براض، فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها، إن الناس خافوا الله في ذنوب غيرهم، وأمنوه على ذنوبهم».
4- وذكر وبرة المسلي قال: قال لي عبد الله بن عباس: «يا وبرة، ألا أعلمك كلمات .. دع كثيرا من الكلام فيما لا يعنيك، فإن ذلك أفضل، فلست آمن عليك فيه الوزر، ودع كثيرا من الكلام فيما يعنيك، حتى ترى لذلك موضعا، فرب متكلم بالحق النقي، قد تكلم به في غير موضعه فيحيف، ولا تحاربن، أو تمارين حليما، ولا سفيها، الحليم يقليك، وإن السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا توارى عنك بمثل الذي تحب أن يذكرك به إذا تواريت عنه، فإن ذلك هو العدل منك، واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالإحسان، مأخوذ بالإجرام، حسبك يا وبرة»