رصد علماء الفلك أسرع انفجار لنجم نوفا شوهد على الإطلاق، حيث رصدوا نجما قزما أبيض "يسرق" غازا من عملاق أحمر قريب وأثار انفجارا ساطعا يمكن رؤيته من الأرض، ووقع انفجار نوفا المسمى V1674 Hercules، على بعد 100 سنة ضوئية في 12 يونيو من العام الماضي، لكنه استمر ليوم واحد فقط - أسرع بثلاث مرات من أي انفجار سابق.
ويعد انفجار نوفا مفاجئ للضوء الساطع من نظام نجمتين. ويتم إنشاء كل نوفا بواسطة قزم أبيض - بقايا النجم الكثيفة للغاية - ونجم مرافق قريب.
ويأمل خبراء من جامعة ولاية أريزونا أن تساعد مراقبتهم في الإجابة عن أسئلة أكبر حول كيمياء نظامنا الشمسي، وموت النجوم وتطور الكون.
وأطلقت المواد في الفضاء بسرعة ملايين الأميال في الساعة - والتي كانت مرئية من الأرض لما يزيد قليلا عن 24 ساعة قبل أن تتلاشى.
وقال المعد الرئيسي البروفيسور سومنر ستارفيلد، من جامعة ولاية أريزونا: "كان الأمر أشبه بإضاءة مصباح يدوي وإطفائه".
وعادة ما يتلاشى المستعر اللامع خلال أسبوعين أو أكثر، لكن V1674 Hercules انتهى في يوم واحد.
ولم تكن سرعته السمة الوحيدة غير المعتادة - فالضوء والطاقة يرسلان أيضا نبضات مثل صوت الجرس المتردد. وكل 501 ثانية، هناك تذبذب يمكن اكتشافه في موجات الضوء المرئية والأشعة السينية. ولا يزال هناك عام - ومن المقرر أن يستمر لفترة أطول.
وقال مارك واغنر، رئيس العلوم في مرصد التلسكوب ذي العينين الكبيرتين في جبل جراهام بجنوب أريزونا: "الشيء الأكثر غرابة هو أن هذا التذبذب شوهد قبل الانفجار. لكنه كان واضحا أيضا عندما كان نوفا أكثر سطوعا بمقدار 10 درجات. اللغز الذي يحاول الناس مواجهته هو ما يقود هذه الدورية التي قد تراها فوق نطاق السطوع في النظام".
كما لاحظ الفريق الأمريكي رياحا غريبة أثناء رصدهم للمادة المنبعثة من المستعر، والتي يعتقدون أنها قد تكون معتمدة على مواقع القزم الأبيض والنجم المرافق له.
ويُعتقد أن حوالي 30 إلى 60 نوفا تحدث كل عام في مجرة درب التبانة. ويجمع القزم الأبيض المادة ويغيرها، ثم يفسد الفضاء المحيط بمواد جديدة عندما يتحول إلى مستعر. إنه جزء مهم من دورة المادة في الفضاء حيث أن المواد المقذوفة بواسطة المستعرات ستشكل في النهاية أنظمة نجمية جديدة.
وساعدت مثل هذه الأحداث في تكوين نظامنا الشمسي أيضا، ما يضمن أن الأرض ليست مجرد كتلة من الكربون.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟