يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180).
ومن أبرز هذه الأسماء اسم الله تعالى (الحق)، ومعناه: المتصف بالوجود والدوام والحياة والقيومية والبقاء فلا يلحقه زوال ولا فناء، والذي يحق الحق بكلماته، «وَيُحِقُّ ٱللَّهُٱلْحَقَّبِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ» (يونس - 82)، ومن ثمّ فإن الحق حقيق بالاتباع ولذلك فإننا نأتمره بأمره وننتهي عن نواهيه، والحق ضد الباطل ولذلك فإننا نطمئن لأمر الله تعالى ونطمئن إليه في دعائنا وفي رجائنا وفي توكلنا عليه لأنه هو الحق.
كلمة جامعة
فالله عز وجل يتفرد بصفات الحق، ولمّ لا وهو الذي يقول، وقوله الحق: «فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» (المؤمنون:116)، والحق كلمة جامعة لكل أنواع الخير مانعة من كل أنواع الشر فالله سبحانه وتعالى هو الحق المطلق، كما أن الحق يقتضي العدل ، والحق يقتضي المساواة ، والحق يقتضي الحكم بين الناس.
والحق يقتضي اللطف بهم، كل هذه من صفات الله سبحانه وتعالى فهو العدل وهو اللطيف وهو الخبير وهو على كل شيء قدير كل ذلك يتسق مع هذا الاسم (الحق)، وتأتي كلمة الحق في القرآن بمعنى: الإسلام، والحكمة، والعدل، والصدق، والوحي، والقرآن، والحقيقة، والحساب، والجزاء كما في قوله
تعالى: «يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ» (النور:25).
من الأسماء السبعة
واسم الله الحق، له رونق خاص في ألسنة المؤمنين، بل أنه من يملأ قلبه بهذا الاسم نال درجة عالية جدًا من القبول لدى الله عز وجل، إذ أن هذا الاسم من الأسماء السبعة التي يذكر بها أهل الله ويكثرون من الذكر بها جدًا، وله أسرار وأنوار في قلوب العارفين بالله.
والأسماء السبعة هي : لا اله الا الله - الله - هو - الحي - القيوم - الحق - القهار - الوهاب - العزيز - المهيمن، وهذه السبعة هي التي تجمع في حقيقتها أسماء الله الحسنى كلها ولذلك ترى العارفين بالله يدعون الناس إلى أن يكثروا من ذكرها، فمتى نعود إلى الله (الحق)، قبل فوات الأوان.
قال تعالى: «وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ»، فمن تمسك بالحق نال ما تمنى، بينما من ابتعد عن طريق الحق خسر الدنيا والآخرة، «فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ».
اقرأ أيضا:
من ثمار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المباركة.. افتح بها يومك بالخير