مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وأتفهم ما حدث لك من ألم عميق، فبناؤك النفسي يا عزيزي تضرر بلاشك بسبب إساءة العنف الجسدي "الضرب" وتكوين صورة ذهنية غير سوية عن العلاقة مع الله.
لن أتحدث عن والدك، فحسابه عند الله وليس لديك، وهو بلاشك أخطأ ربما عن جهل وقلة وعي في طريقة ربطك بالدين والعبادة. والمهم الآن هو أنت ومسئوليتك تجاه نفسك وعلاقتك بربك.
لابد أن تعلم يا عزيزي أننا لا نكون مسئولين عما يحدث لنا، ونحن أطفالًا، بلا حول ولا قوة، ولا حيلة، لكننا مسئولون عندما نعي، ونعرف، ونكبر، ونصل للبلوغ والرشد، عن التعافي مما حدث لنا في هذه الطفولة.
فالإساءات النفسية تشوه الشخصية، وقد تصيبها بالكسر، والشرخ النفسي، والشعور بالخزي، والندم المعطل عن رؤية العطب، والسعي للتعافي منه. ونحن نظلم أنفسنا كثيرًا عندما نحبسها في سجن الخوف، كنا أطفالًا وحدث لنا هذا، ولكن الآن يجب أن تتحرر من أسر هذا السجن وقيوده، فالخوف يجعلنا موتى ونحن أحياء، الخوف يطمس ملامح الذات الحقيقية، نعم، هو لا يبقي ولا يذر.
لابد أن تعلم يا عزيزي أنه عندما يستخدم العنف، والتخويف، لينسج علاقتنا مع الله، فنراه ذلك الإله المعاقب، المنتقم، تكسو مشاعر الذنب والخوف هذه العلاقة، بلا اتزان، ولا رحمة. لذا، فهذه النفس التي شوهتها الإساءات، ولطمتها الصدمات، تحتاج إلى تصحيح كل العلاقات، بداية من العلاقة مع الذات، وصولًا للعلاقة مع الله.
كل هذا ممكن يا عزيزي، إذا ما عقدت العزم على خوض رحلتك للتعافي.
رحلة الاستبصار بالذات، والقرب الحقيقي منها، والعناية بها، وحبها، هي البداية لخيرك، وظهور نسختك الأفضل.
لا تستخسر في نفسك السير في هذا الطريق يا عزيزي، ولا تستصعبه، فهو ممكن، ويسير على من يسره الله عليه، فقط ابدأ بالبحث عن معالج نفسي، ماهر، وأمين، حتى لا تتأخر عن إنقاذ نفسك أكثر من هذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.