ينصح الأطباء، مرضى السرطان بممارسة تدريبات اللياقة البدنية، أو الأعمال التي تتطلب بذل الجهد من أجل المساعدة في تعزيز بقائهم على قيد الحياة.

ويقول الأطباء، إن القيام بأعمال لتقوية العضلات، وتمارين القلب، مثل السباحة، وحتى الأعمال الروتينية البسيطة، مثل البستنة، أو حمل الأشياء أثناء التسوق يمكن أن تحسن الصحة، وتوقفهم عن الشعور بالتعب، وتقلل مدة إقامتهم في المستشفى بعد الجراحة.

وفقًا للعلماء بالجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، فإن "ممارسة الرياضة أثناء العلاج الفعال لها فوائد واضحة لمرضى السرطان ويجب على أطباء الأورام أن يوصوا بها".

وتوصلوا إلى أن الممارسات البدنية تساعد الأشخاص المصابين بسرطان الثدي والبروستاتا والرئة والأمعاء على استعادة عافيتهم.

وبحسب دراسة أجرتها جامعة تكساس، فإن الأشخاص المصابين بالسرطان الذي يمارسون الرياضة بمقدار الضعف إذا نصحهم الطبيب بذلك، يظلون أكثر صحة وسعادة بعد العلاج.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور شيريزاد ماما: "هناك الكثير من الفوائد. إن ممارسة النشاط بانتظام يقلل من خطر تكرار الإصابة بالسرطان والإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والسكري . يساعد النشاط البدني أيضًا في تقليل الأعراض أثناء الإصابة بالسرطان، بما في ذلك التعب والألم والقلق".

كما يقوي الحفاظ على اللياقة البدنية، جهاز المناعة ويعزز وظائف القلب والرئة، ويقلل من خطر حدوث مضاعفات أو عدوى مميتة.

ممارسة الرياضة تزيد من فاعلية أدوية السرطان

وأكدت دراسة أجراها باحثون بكلية جروسمان الطبية بنيويورك، أن ممارسة الرياضة تزيد من فاعلية أدوية السرطان وتزيد العمر الافتراضي للمرضى.

وأرجعوا السبب إلى البروتينات التي يطلقها الجسم للمساعدة في ترميم العضلات المتهالكة من التمارين لأنها تهاجم أيضًا الخلايا السرطانية.

وطبق الباحثون التجربة أولاً على الفئران، قبل أن يطبقوها على 75مريضًا بسرطان البنكرياس، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، وطلبوا من المجموعة الأولى القيام بتمارين تدريبات القوة لمدة ساعة، و90 دقيقة لكل تمرين هوائي أسبوعيًا قبل خضوعهم لعملية جراحية لإزالة الورم.

وتوصل الباحثون إلى أن أولئك الذين تدربوا ومارسوا الرياضة لمدة 6 أسابيع زادت احتمالات بقائهم على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بنسبة 50 في المائة مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا الرياضة.

ولا يقتصر تأثير الرياضة فقط في تقليل مخاطر الإصابة بالمرض، ولكنها يمكن أن تساعد في الشفاء أيضًا، بحسب الباحثين.

وكشف اختبار آخر أن الفئران التي تدربت على جهاز المشي لمدة 3 أسابيع انخفض حجم الورم لديها بنسبة 25 في المائة.

ووجد الباحثون، أن إفراز الأدرينالين من خلال التمارين الرياضية يحفز الجسم على إنتاج المزيد من بروتين يسمى إنترلوكين 15، والذي يزيد من قدرة خلايا ( CD8 T)، التي تهاجم وتقتل خلايا سرطان البنكرياس.

وأوضح الباحثون أن نتائج دراستهم تثبت لأول مرة كيف يمكن حتى لجرعات صغيرة من التمارين أن تسهم في علاج سرطان البنكرياس.

وتساعد التمارين الرياضية لتقوية العضلات والتمارين الهوائية على تخفيض خطر وفاة المصابين بالسرطان، وفق ما انتهت إليه دراسات أجراها لياندرو ريسيندي، البروفيسور في قسم الطب الوقائي بكلية الطب بجامعة ساو باولو.

اقرأ أيضا:

طريقة تساعدك على النوم خلال دقيقتين فقط!

الرياضة تخفض خطر موت المصابين بالسرطان

وتوصلت نتائج الدراسات إلى أن تعزيز الكتلة العضلية مع التمارين الخاصة لزيادة التحمل مثل المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات، قادرة على تخفيض خطر موت المصابين بالسرطان.

واكتشف الباحثون من دراستهم وتحليلهم لـ 12 دراسة علمية بشأن متابعة الحالة الصحية لحوالي 1.3 مليون مريض بالسرطان، خلال فترة من 6 إلى 25 عامًا، أن تمارين القوة المختلفة مثل التجديف وغيرها تساعد على تخفيض خطر الموت بسبب السرطان بنسبة 14 بالمائة. وعند تزامنها مع التمارين الهوائية، فإن هذا الخطر ينخفض بنسبة 28 بالمائة.

ويتوافق ذلك مع نتائج دراسة أجريت عام 2016 ، التي تفيد بأن الأشخاص الذين لهم نشاط بدني مكثف، هم أقل عرضة للإصابة بالسرطان، مقارنة بالأشخاص الذين يبدو مستوى لياقتهم البدنية منخفضا.

وتنصح منظمة الصحة العالمية البالغين بممارسة التمارين الهوائية المعتدلة الشدة بانتظام مدة 150-300 دقيقة في الأسبوع، أو التمارين الهوائية المكثفة مدة 75-150 دقيقة في الأسبوع. وكذلك تمارين تقوية العضلات مرتين في الأسبوع.