جميعنا يراجع هاتفه الشخصي من أجل تفريغه من الملفات غير المهمة، حتى يستعيد هذا الجهاز سرعته وكفاءته، فماذا لو أفرغنا ما في نفوسنا من مساحات زائدة لا معنى لها وتزعجنا كثيرًا، كذكريات مؤلمة، أو مشاعر مؤذية، أو عادات سيئة، أو حسد وضغائن وأحقاد تستنزفنا، أو أصدقاء سلبيين، أو زملاء محبطين، أو رفقاء سوء، وكل ما هو مزعج في حياتك.. أليست صيانة دواخلنا وتنظيفها من الشوائب أولى من صيانة هواتفنا؟.
هذا الأمر ليس بالصعب، عليك فقط أن ترمي كل حمولك على الله عز وجل، وتتوكل عليه خير التوكل، وأن تسامح فيما مضى، وتوقن في أن ما كان يصيبك لم يكن ليخطئك أبدًا.
شحن إيماني
رزقنا الله عز وجل أيامًا، نستطيع استغلالها في إعادة شحن بطارية حياتنا، ومن هذه الأيام رمضان، ثم العشر من ذي الحجة، وأيام الجمع، وأيضًا منتصف الشهر الهجري، فإذا استغللناها بشكل صحيح نفضت عنا كل الهموم والمشاكل والزيادات التي تعيق حركتنا، بل وتربطنا في مكاننا، وكأنها ثِقل كبير مربوط في أرجلنا ونحن نعوم في المياه، وهو يشدنا إلى أسفل فنغرق سريعًا، وللتخلص من هذا الربط عليك بقطعه تمامًا، حتى تحصل على قوة دفع قوية لأعلى.
فإذا نفضت عنك (الكره) أو المحاولة في الانتقام، أو التفكير في صاحب خائن، أو زوج باع عشرة العمر، فإنها لاشك ستكون قوة دفع كبيرة جدًا نحو الأمام، فكم من امريء دفع عنه متاعب الحياة، فنجح ووصل وحقق ما لم يكن أحد يتخيله، فكيف لا تكون واحدًا منهم، طالما أسباب قطع الماضي معك ويسهل استعمالها.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟طريق الشحن
أما عن طريقة الشحن، فالأمر بسيط جدًا فبذكر الله تستطيع شحن بطارية يومك، قال الله تعالى: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ » (الأنفال: 2)، وبالاستغفار تمنح يومك نشاطًا غير عادي، وبركة في الرزق والعمر لا يمكن تصورها، قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)» ( نوح).
وإياك أن تنسى ورد القرآن الكريم اليومي، فإنه النخالة التي توقع عنا كل ذلل، وترفع عنا كل بلاء، وتمنحنا طاقة إيجابية لا مثيل لها، قال تعالى يؤكد ذلك: «وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا » (الأنفال: 2).. الخلاصة تعرف على الله يرفع عنك كل هذه الزيادات السلبية، ويمنحك الطاقة الإيجابية التي تحتاجها لإكمال مسيرتك في نجاح لا مثيل له.