من المؤسف أننا كمسلمين وعلى الرغم من علمنا بكل أوامر الشرع الشريف وما ورد في القرآن الكريم، بضرورة حسن الظن بالله والتفكير بشكل إيجابي، وعدم اليأس، إلا أننا نفكر بعكس ما نحن مأمورين به، حيث نفتقد الثقة في أنفسنا وإمكاناتنا، ولا نحسن الظن بالله، بل تجد أغلبنا يبني مستقبله على سوء الظن ووضع التصورات السلبية، فيقول دائمًا في كل مخطط له في حياته: "إذا لم أوفق.. وإذا لم أنجح.. وإذا لم أعمل.. وإذا فشلت في الامتحان".

هذه التصورات السلبية قد نهى عنها الشرع الشريف، بل حض الإسلام والقرآن والمنهج النبوي على أان ينتفض المسلم، ويحسن الظن في الله، ويبني تصوراته على النجاح، وكم المواقف النبوية وآيات القرآن الكريم شاهد على ذلك.

فانظر لأبي بكر الصديق حين تملكه بعض اليأس خلال حصار المشركين لغار حراء الذي اختبأ فيه مع النبي، خلال رحلة الهجرة، فيقول أبو بكر للنبي: " لو نظر أحد تحت قدمه لرآنا" فيرد عليه النبي الواثق من ربه ومن موعوده قائلا: " لا تحزن إن الله معنا ما ظنك باثنين الله ثالثهما".

فإذا كنت ممن ينطبق عليه هذا التفكير السلبي، سوف تلاحظ بأنك يوماً بعد يوم ومع تراكم كل ذلك في عقلك الباطن، قد قتلت إيجابيتك! ومن السهل جداً أن تقع في هذه الدوامة إن لم تكن مؤمناً و حذراً و ستفقد القدرة على رؤية الصورة الأكبر للأشياء و الهدف الأكبر للحياة.

10 أشياء لكي تبقى إيجابياَ:

التركيز

في كثير من المواضع في القرآن الكريم يذكرنا الخالق بأن كل مافي الدنيا فان و مؤقت والهدف الحقيقي أبعد من اليوم و غداً فعليك العمل بإيمان و عزيمة مهما كان يومك سهلاً أو صعباً، فذلك لن يدوم.

الثقة في تيسير الله

إذا استعنت على مصابك بالصبر و الإيمان فإن الله يعدك بالتيسير: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) – سورة الشرح.

وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه) – سورة الطلاق.

الإيجابية صفة المؤمنين

قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ) رواهُ مُسْلِمٌ .”

شكر الله في جميع الأحوال

حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على شكر الله عند سماعنا أخباراً جيدة أو سيئة على حد سواء.

الالتزام بهدي النبي

كان النبي صلى الله عليه وسلم شخصيةً تشع بالإيجابية برغم جميع ما تعرض له من إهانات و صعوبات في مكة. كان دائم البحث عن طرق يطمئن بها المسلمين الأوائل، و في أقرب فرصة، أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة حيث هناك حاكم عادل لايظلم عنه أحد.

وكان عليه الصلاة و السلام إيجابياً لدرجة أنه كان يدعو لأكثر الناس عداوة له و لرسالته بالهداية، حتى دخل الكثير منهم الإسلام و من أبرزهم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

نشر الأخبار الطيبة

(عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ‏ بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا).

ظن الخير

بعد نزول الوحي للمرة الأولى، ذهب النبي للسيدة خديجة وهو مرتعد، فطمأنته وقالت له: " والله لن يخزيك الله أبدا فإنك تحمل الكل وتكرم الضيف وتكسب المعدوم".

المتفائل إنسان ناجح

عليك التركيز على الحل، لا المشكلة، وابحث عن الفرص، لا الأعذار.

الإيجابية أفضل لصحتك

بناءً على العديد من الدراسات الحديثة عن المتفائلين و المتشائمين، فالمتفائلون أفضل صحة وأطول عمرا.

المتفائل إنسان محبوب

تنجذب الناس بطبيعتها نحو الأشخاص الإيجابيين فهم أناس يحبون العمل الجماعي و يبحثون دائماً عن الحلول. بعكس الأشخاص دائمي التذمر و النقد و محبي المشاكل.