لا يمكن بحال الاهانة بشان اللب لأنه أهم عضو في الجسد والاهتمام به لا يني الاهتمام بصحة القلب الجسدية بل الروحية، فالقلب مستودع الأفكار والعبر ومستودع الإيمان وصلاحه بأن نمده بمادة حياته وهي تقوى القلوب.
أهمية إصلاح القلوب:
ولخطورة القلب ومنزلته بين النبي صلى الله عليه وسلم أهميته مقارنة بغيره من الأعضاء في حديث قال عنه العلماء إنه ثلث الدين، ففي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ".
كيفية إصلاح القلوب:
وصلاح القلوب يكون بملازمتها الذكر وتعريضها لما يحبه الله وتذكيرها بما اعده الله للمتقين وتدريبها على تعظيم الشعائر لأن القلوب إن صلحت صلح سائر الجسد لأنها بمثابة الملوك والقادة لبيقة الأعضاء يقول العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى: (فالقلب ملك الجوارح وسلطانها، والجوارح جنوده ورعيته المطيعة له، المنقادة لأوامره، فإذا صلح الملك صلحت رعاياه وجنوده المطيعة له المنقادة لأوامره ، وإذا فسد الملك فسدت جنوده ورعاياه المطيعة له المنقادة لأوامره و نواهيه).
وقال: (فالقلب الصالح هو القلب السليم الذي لا ينفع يوم القيامة عند الله غيره، وهو أن يكون سليما عن جميع ما يكرهه الله من إرادة ما يكرهه الله ويسخطه ولا يكون فيه سوى محبة الله وإرادته، ومحبته ما يحبه الله وإرادة ذلك وكراهة ما يكرهه الله والنفور عنه .
والقلب الفاسد : هو القلب الذي فيه الميل إلى الأهواء المضلة والشهوات المحرمة، وليس فيه من خشية الله ما يَكُفُّ الجوارح عن اتباع هوى النفس).
ويقول ابن حجر رحمه الله في شرحه للحديث: (وخص القلب بذلك لأنه أمير البدن، وبصلاح الأمير تصلح الرعية، وبفساده تفسد، وفيه تنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على صلاحه).
صلاح الظاهر يدل عل صلاح القلوب:
إن ما يظهر على الإنسان من امور ينطق بها أو ترى ليه من الصلاح أو غيره مرجعها لصلاح قلبه فصلاح الباطن يظهر على الجوارح والأعضاء فما تقوم به الجوارح من خير أو شر إنما هو نتاج ما وقر في القلب، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (فالخبيث يتفجر من قلبه الخبث على لسانه وجوارحه، والطيب يتفجر من قلبه الطيب على لسانه وجوارحه)،و يقول أبو حفص: (حسن آداب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن)، ويقول أبو العباس بن مسروق الطوسي: (من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه)، ويقول أبو يعقوب النهرجوري: (مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب)، ويقول أبو تراب النخشبي: (ليس من العبادات شيء أنفع من إصلاح خطرات القلوب).