بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 26 اغسطس 2023 - 09:17 ص
دعاء الله تعالى له آداب كثيرة يلزم مراعاتها ليقع الدعاء بموقع عند الله يرجى فيه القبول.
آداب الدعاء: ومن هذه الآداب عدم الاعتداء في الدعاء الذي قد ورد في قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]. والاعتداء بأن يبالغ في التفصيل بأن يطلب أشياء معينة بمواصفات دقيقة يذكرها ويظل يدعو بها، وهذا مخالف للسنة أو أن يطلب من الله شيئا لا يطلب.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ضوابط لصور الاعتداء في الدعاء حين قال: فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله.
نماذج للاعتداء في الدعاء:
ومما تجدر الإشارة إليه مما يقع فيه العامة من الاعتداء في الدعاء ما يقول بعضهم حين يدعو الله : اللهم ارزقني شقة مفروشة وتلفزيوناً ملوناً و حجرة لونها كذا وكذا .. و .. الخ ، وكل هذا مخالف للسنة ومخالف لآداب الدعاء، إنما المشروع الدعاء بجوامع الكلم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ، فيسأل الله عز وجل من خير الدنيا والآخرة.
الرسول ينبه عن عدم الاعتداء في الدعاء:
والاعتداء في الدعاء ليس وليد العصر لكنه كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد نبه إليه، فقد ثبت عن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول: (اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بنيّ سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
على أنه ينبغي أن يعلم من الاعتداء في الدعاء أن يدعو الله بما حرم الله أو ما كان وسيلة إلى محرم (لأن الوسائل لها أحكام المقاصد).