يدمن البعض مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إنه قد ينسى الصلاة ذاتها في يومه كله، وهو يمضي الساعة تلو الساعة في تصفحها دون أن بشعر بالوقت، فإلى هؤلاء عليهم أن يعووا جيدًا أن حساباتهم هذه إما ستكون شاهدة لهم أو عليهم، قال الله تبارك وتعالى: « إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ » (يس: 12)، (ما قدموا)، أي، ما قدموه من عمل في الدنيا، (وآثارهم): أي، التي تركوها من بعدهم فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، فأعد إلى رشدك قبل فوات الأوان.
وقبل أن تدمن هذه المواقع فتنسى نفسك ووقتك وصلاتك وحياتك، فتكتب عند الله من الأخرين والعياذ بالله الذين قال فيهم: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» (سورة الْكَهْفِ: 18/103-104).
الاستخدام الجيد
لا ينكر إمكانية الاستخدام الجيد لمثل هذه المواقع، فمع نشر حديث أو معنى آية، أو توضيح لموقف عايشه الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، أو حكي لقصة من قصص الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه عليهم، تزيد همم المسلم، ويأخذ عليها حسنات عظيمة، والله يضاعف لمن يشاء.
وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا»، فهل تقدر على تحمل ذنوبك وذنوب من ينقل عنك؟.. بالتأكيد لا، فأعد حساباتك مجددًا لأن الأمر جلل ويستحق منا وقفة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟منبر المسلم
عزيزي المسلم، صفحتك على مواقع التواصل هذه منبرك، إما أن تقدم عليها ما تؤجر عليه، أو ما تؤذر عليه ولعياذ بالله، فيجب إنكار المنكر بقدر الاستطاعة، ويأثم من قصر في فعل ما يستطيع من الإنكار، فمن رأى في الفيس كلاما أو عملا يخالف الشرع، يجب عليه إنكاره، والسعي في تنبيه العصاة على ذلك، ومحاولة إقناعهم وترهيبهم بنصوص الوعيد، حتى يتركوا الحرام.
فقد قال الله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (النحل:125)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».