شهد عيد الفطر المبارك سننا وآداب قام بها النبي صلى الله عليه وسلم، ليعلمنا كيف يكون الاحتفال وكيف يكون الرقي، وكيف تكون أخلاق المسلم الذي يستزيد من الخير، ويختم كل عبادة بما يليق بها، فقد انتهى رمضان ويهل علينا عيد الفطر، وكما كان المسلم راقيا في صيامه وخلقه وصلاته، علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يستمر هذا الرقي وهذا العمل بختام يليق به في عيد الفطر.
وهناك سنن وآداب وأمور يستحب فعلها في عيد الفطر، وخلال الذهاب لأداء صلاة العيد المبارك، أهمها الأكل صباحًا ليكون إعلانا بانتهاء شهر رمضان والصيام، فكما أن الصيام في شهر رمضان فرض على كل مسلم، فالإفطار في أول أيام عيد الفطر فرض أيضا.
فيجب ألا يخرج المؤمن من المنزل حتى يأكل، وأفضل أطعمة يمكن تناولها في يوم العيد هو التمر، ومن الجيد أن يلتقط عدد فردي منه.
ـ الاغتسال والتجمل للعيد، وقد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم، اقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال ابن القيم: " وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس لهما ( أي للعيدين ) أجمل ثيابه، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة " .
والرجل يخرج على هذه الصفة من التجمل، وأما النساء فإنهن إذا خرجن لصلاة العيد وغيرها يخرجن على الصفة التي أذن بها لهن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا شهدن الصلاة حيث قال: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تَفِلات (غير متطيبات) ) رواه أبو داود .
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاقال ابن حجر: " ويلحق بالطيب ما في معناه، لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة، كحسن الملبس والحلي الذي يظهر، والزينة الفاخرة، وكذا الاختلاط بالرجال " .
وفي عيد الفطر يُشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، حيث ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير .
قال الحافظ البغوي: " ومن السُّنة إظهار التكبير ليلتي العيد مقيمين وسفراً، وفي منازلهم ومساجدهم وأسواقهم، وبعد الغدو في الطريق وبالمصلى، إلى أن يحضر الإمام ".
ويَستحب كذلك الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من آخر، لحديث جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم العيد خالف الطريق ) رواه البخاري .
وصلاة العيد لا أذان لها ولا إقامة، فعن جابر بن سمُرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( صليت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذانٍ ولا إقامة ) رواه مسلم .
وقد تأكد من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وحياته حرصه على صلاة العيد، فلم يتركها في عيد من الأعياد منذ شُرِعَت حتى مات عليه صلى الله عليه وسلم، .
وعن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها، قالت: ( أمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحَيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ) رواه البخاري، وفي لفظ: ( يعتزلن المُصلَّى ) .
ويستحب للمسلم سماع الخطبة لما في الاجتماع عليها من الخير والدعاء والذكر، ومعرفة أحكام وآداب العيد .
والتهنئة بالعيد أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري عن جبير بن نفير قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك " .