إذا كنت قد عانيت من قلة النوم أثناء تفشي وباء كوفيد – 19، فقد تكون في خطر متزايد للإصابة بالقلق والاكتئاب وأمراض عقلية أخرى، وفقًا لدراسة حديثة.
وجاءت النتائج استنادًا إلى بيانات ما يقرب من 5آلاف شخص كانوا يرتدون أجهزة نوم رقمية قبل وأثناء الوباء. وفحص الباحثون الردود على استطلاع أجري في يونيو 2020 حول الصحة العقلية أكمله حوالي 15 في المائة من المشاركين في الدراسة.
وقال مؤلف الدراسة مارك تشيزلر، من مركز بريجهام الصحي، ومستشفى النساء في بوسطن بالولايات المتحدة: "بالإضافة إلى النوم أثناء الوباء، ارتبطت أنماط نوم الناس قبل بداية الوباء باحتمالات ظهور أعراض الصحة العقلية أثناء الوباء".
وأضاف في بيان صحفي: "لا نعرف اتجاه هذه العلاقة - الدرجة التي تؤثر بها الصحة العقلية على النوم، أو مدى تأثير النوم على الصحة العقلية، أو كليهما - لكننا نرى دليلًا على الدور المهم للنوم أثناء الوباء، لا سيما ونحن ننظر لعوامل الخطر القابلة للتعديل التي يمكن أن تساعد في تحسين الصحة العقلية".
ووجد الباحثون أنه في المتوسط، حصل المشاركون في الدراسة على 15 دقيقة إضافية من النوم كل ليلة، وكان لديهم توقيت نوم أكثر اتساقًا خلال الوباء. وذهبوا إلى الفراش في وقت متأخر واستيقظوا في وقت متأخر عن المعتاد. لكن لم ينام الجميع بشكل أفضل، وتفاقم النوم لدى مجموعة فرعية من الأشخاص كما بينت الدراسة.
قال الباحثون، إن حوالي 20 في المائة من المشاركين في الدراسة أظهروا نتائج إيجابية للقلق أو أعراض الاكتئاب. وعانى 30 في المائة من الإرهاق، وأبلغ حوالي 20 بالمائة عن زيادة في تعاطي المخدرات للتعامل مع الإجهاد.
اقرأ أيضا:
أفضل طريقة لمقاومة نزلات البرد خلال فصل الشتاءوكان المشاركون الذين ناموا أقل من ست ساعات في الليلة قبل وأثناء منتصف الوباء أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والإرهاق. كما ارتبط قلة النوم أيضًا بزيادة خطر الإصابة بأعراض الصحة العقلية والسلوكية، وفقًا للنتائج التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "سليب هيلث".
قال سيزلر وفقًا لوكالة "يو بي آي": "تتحدث دراستنا عن أهمية النوم للصحة العقلية، خاصة في سياق نوبات التوتر. إن بذل جهد لإعطاء الأولوية للنوم ووضع جدول نوم منتظم يمكن أن يوفر الحماية خلال هذه الأوقات".
ولاحظ الباحثون أن 71 في المائة من المشاركين في الدراسة كانوا من الرجال و77 في المائة من البيض، لذا فإن النتائج قد لا تنطبق على عامة سكان الولايات المتحدة.
يأمل الباحثون في إجراء دراسة متابعة لمعرفة ما إذا كان الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الصحة العقلية في يونيو 2020 لا يزالون يعانون منها وما هو الدور الذي قد يلعبه النوم في نتائج صحتهم العقلية.