بالتأكيد الدعاء من أهم الأمور التي يحتاجها العبد المسلم، فهو يلجأ إلى الله عز وجل ليرفع عنه بلاء ما، أو ليحقق له هدف ما، أو ليرزقه نوعًا ما أنواع الرزق، سواء كان مالا أو أولادا وخلافه، فلا يمكن أن تجد عبدًا مسلمًا إلا ورفع يديه إلى السماء في هذا الشهر مطالبًا بأمر ما يأمله أو رفع بلاء ما يؤلمه.
وبما أننا في ختام هذا الشهر الفضيل، شهر الدعاء والإجابة، عليك تعلم كيفية الدعاء، وخروج الكلمات بمنطق، بحيث تصل إلى السماء بسرعة البرق، لتنزل بردًا وسلامًا على قلب الداعي، خصوصًا أن الدعاء هو المحرك الأساسي للكثير من أمور حياتنا، لأنه لا يرد القدر إلى الدعاء، حتى أن الله عز وجل يغضب على العبد الذي لا يدعوه.
أسباب الاستجابة
ولكي نصل إلى مرحلة اليقين في الإجابة، علينا أولا أن نتعلم كيف يكون الدعاء، وما هي أهم أسباب استجابة الدعاء، إذ يروى أن أم سُليم رضي الله عنها جاءت إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: « تُسبحين الله عَشْرًا، وتحمدينه عَشْرًا وَتُكَبِّرِينَهُ عَشْرًا، ثُمَّ سَلِي حاجتك فَإِنَّهُ يَقُولُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَدْ فَعَلْتُ »، ويكأن التسبيح مفتاح إجابة الدعاء، وبالفعل القرآن يعلمنا ذلك، إذ أنه لما سأل نبي الله زكريا ربه الولد، كان من شروط الإجابة التسبيح.
قال تعالى: «قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا» (مريم 5)، فلما بشره ربه وأراد آية على ذلك، كانت هذه الاية هي التسبيح، قال تعالى: «قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا» (مريم 11).
اقرأ أيضا:
من ثمار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المباركة.. افتح بها يومك بالخيرأقوى سلاح
العديد من العلماء بينوا أن التسبيح بالفعل من أقوى الأسلحة لاستجابة الدعاء، وقد روى ابن السني عن أم رافع رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله ، دلني على عمل يأجرني الله عز وجل عليه . قال : « يا أم رافع ، إذا قمت إلى الصلاة فسبحي الله عشرا ، وهلليه عشرا ، واحمديه عشرا ، وكبريه عشرا ، واستغفريه عشرا ، فإنك إذا سبحت عشرا قال : هذا لي ، وإذا هللت قال : هذا لي ، وإذا حمدت قال : هذا لي ، وإذا كبرت قال : هذا لي ، وإذا استغفرت قال : قد غفرت لك»، إذن للتسبيح فضل عظيم في إجابة الدعاء، فاستمسك به عزيزي المسلم، ليل نهار، فما أقلها من كلمات في القول وأعظمها في الأجر والفضل (سبحان ربي العظيم).