شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعالية احتفال الجامع الأزهر الشريف بذكرى غزوة بدر الكبرى؛ وذلك بحضور أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف وعدد من قيادات وعلماء الأزهر الشريف.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها إن المتأمل في هذا الحدث يجد أنه يعتبر من الأحداث المهمة في تاريخ الأمة الإسلامية، التي تبعث السعادة في النفوس، وتُسر بها الأفئدة؛ فهو اللقاء الأول بين فئة قليلة مؤمنة وفئة كثيرة مشركة، لقاء تتضح فيه سنة التدافع بين أهل الحق وأهل الباطل.
أضاف عياد أننا عندما نتوقف أمام ذلك الحدث نجد أنه مليئ بالدروس والعبر التي ينبغي أن نتوقف أمامها لكي نحقق مجد نتمناه، وحاضر نسعى إليه، ومستقبل نعمل على استشرافه، والتي من أولها استشعار المسؤولية، والتي ينبغي أن يتوافر لكل واحد منا في موضعه وفي عمله، والتي بدت واضحة في فعل النبي صلى الله عليه وسلم منذ بداية الأحداث، وحتى نهايتها.
أشار الأمين العام إلى أنه يجب علينا جميعًا استشعار المسؤولية تجاه الأنفس، تجاه المقدسات، تجاه المحرمات؛ فالله -عز وجل- سائل كل راع عما استرعى حفظ أم ضيع، مؤكدًا أنه من باب المسؤولية فإن الأزهر يستنكر ما وقع لكتاب ربنا سبحانه وتعالى من بعض المتشددين في السويد،
ومضي للقول :هذه الأفعال ما هي إلا تعبير عن الضعف تجاه هذا الكتاب الذي جمع فأوعى، ومن المسؤولية الواجبة علينا تجاه هذا الكتاب هي أن نقوم بواجب الوقت تجاه هذا الكتاب الكريم، من خلال حفظه، وإتقانه، والعمل على ذيوعه وانتشاره، وتحويل ما فيه إلى واقع علمي ملموس، مضيفًا أنه من باب استشعار المسؤولية الإنكار على التطاول على المقدسات الإسلامية.
أوضح عيّاد أن الدرس الثاني هو تطبيق عملي لمبدأ الشورى والاستفادة من الخبرات، والمتأمل يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد طبقه في جميع أحداث الغزوة المباركة سواء قبلها أو أثنائها أو بعدها؛ مما يجعلنا نطبق هذا المبدأ في جميع أحوالنا وأمورنا، حتي تستقيم الحياة.
وبدوره قال الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النصوص الخاصة بغزوة بدر في القرآن الكريم كثيرة، وعبرها ودروسها ستبقى في كل مكان وزمان نعيد قراءة هذه النصوص، مضيفًا أن غزوة بدر لها معالم ودروس كثيرة أولها إعداد الإنسان المؤمن إعدادا جيدا فهذا يسهم بشكل مباشر في النصر.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن الدرس الثاني هو الدعاء فهو سلاح المؤمن، وهذا الدعاء في بدر لم يكن قول بلا عمل، بل دعاء مع الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله خير توكله، فهو يقين بأن الله ينصر الحق ويهزم الباطل.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟ومن جانبه أوضح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الاحتفال بذكرى غزوة بدر الكبرى هو احتفال بيوم الفرقان فقد فرق الله فيه بين الحق والباطل وأعز فيه الله الإسلام، مبينًا أن القوة الإيمانية هي التي لا يقارن أمامها القوة العددية، فقلة العدد مع إنسان يتمسك برباط الله وسنة نبيه أمام عدد كثير بلا إيمان فلن تصمد أبدا وسيُكتب لها الخزي والخسران.وبيّن مدير عام الجامع الأزهر أن من بين الدورس والعبر من هذه الغزوة التأصيل للتخطيط الجيد والإعداد، والأخذ بالأسباب، وأن حسن التوكل على الله من أهم أسباب النصر، مشددًا على ضرورة الاجتماع على كلمة واحدة، لأن في الاتحاد قوة وترهيب للعدو.