بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 19 مايو 2024 - 06:33 ص
لا يوجد معني للصلاة دون خشوع، فالخشوع ركن الصلاة وروحها وبدونه تكون الصلاه مجرد حركات لا يستشعرها القلب ولا توثر فيه. و لقد مدح الله تعالي الخاشعين في صلاتهم ووصفهم بالفلاح في قوله تعالي: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ". كما أن الله تعالى خص بعض عباده بالفضل و الاحسان و من هؤلاء الخاشعون في صلاتهم و ذلك في قوله تعالى: وفى السنة النبوية المطهرة ما جاء عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : "اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع ، وقلبٍ لا يخشع ، ومن نفسٍ لا تشبع ، ومن دعوةٍ لا تُستجاب" (رواه مسلم).
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدعاهم إلى خشوع القلب في ذكره، وما نزل من كتابه، ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2).
الخشوع أول علم يرفع من الأرض:
والخشوع أولُ علمٍ يُرفع من بين هذه الأمة : عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أول ما يُرفع من الناس: الخشوع" . وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أول شيءٍ يُرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعـًا".. وقال حذيفة - رضي الله عنه -: "أول ما تفقدون من دينكم: الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم : الصلاة". فعلى المسلم أن يعتني بصلاته ويحرص على خشوعها ويتم أركانها ولا يدع الشيطان يضيعها عليه بل يجتهد أن يصرف وساوس الشيطان وأن يجاهد نفسه بدفع كل الوساوس حتى تصح صلاته وتقبل ويرفع عمله.