"صالون الزمبيلي" يطالب الفلسفة بأن تعيد التفكير في نفسها من أجل عالم ما بعد كورونا
بقلم |
فريق التحرير |
السبت 26 مارس 2022 - 12:27 ص
تحت عنوان "إعادة التفكير في الفلسفة من أجل عالم ما بعد كورونا"، عقد "صالون د. عبد الحميد إبراهيم الزمبيلي" فعاليته السابعة بمحاضرة للدكتور بهاء درويش، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة المنيا، عضو اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو. وأوضح "درويش" أن الفلسفة لم تكن في يوم من الأيام مجرد نشاط لتأمل ماهية الوجود وطبيعته، ولكنها أيضًا كانت تحدد وتبرر المبادئ الأخلاقية والسياسية التي يجب أن تقود حياة الإنسان، مثل العدالة والمساواة والإخاء وتحقيق السعادة. وأضاف: الفيلسوف في العصور البدائية وجد نفسَه - مثل كل البشر- أمام وجود ملغز وظواهر طبيعية لا يفهمها، وظهرت تساؤلاته: ما هذا الوجود؟ هل طبيعته أنه وجود فيزيقي فقط أم أن هناك وجودًا آخر غير فيزيقي وغير مرئي ؟ أين هو وأيّ الوجودين هو الحقيقي؟ ثم كان يرى أناسًا تموت أمامه، فتساءل: ما هو الموت؟ أين ذهبت القوة التي كانت تحرك هذا الشخص حتى تركته بلا حراك؟ كيف نحيا سعداء؟ ما معنى أن أكون عادلاً مع غيري؟ إلى آخر التساؤلات التي اشتهرت بها الفلسفة. وإذا كان الدين قد أجاب على بعض هذه التساؤلات، فقد ترك بعضها لفكرنا يجيب عنها. وأشار أستاذ الفلسفة الحديثة إلى أن انتشار وباء كورونا جعل فلاسفة ومفكرين كثيرين يتنبأون بأننا سننطلق إلى عالم جديد وحياة جديدة، وأن جوانب كثيرة من حياتنا سيعتريها التغير. وبما أن هناك علامات على تغير البارادايم (أي نموذج الحياة) الذي نحياه، إذًا، على الفلسفة أن تنعكس على نفسها، أي تعيد التفكير في نشاطها، لتحدد الفلسفةَ التي نريدها من أجل هذا العالم الجديد. وذكر "بهاء درويش" أن المقصود من انعكاس الفلسفة على نفسها، هو أن تتساءل الفلسفةُ: هل موضوعاتها وتصوراتها الحالية تكفي للإجابة على تساؤلات الإنسان وحل مشكلاته؟ أم أننا في حاجة لقيم أخرى ومعانٍ أخرى للقيم السائدة؟ وتابع: الفلسفة إذًا لها مهمتان: حل مشكلات الإنسان، والتحقق من ملائمة موضوعاتها للعصر. وهذا التحقق من ملائمة موضوعاتها للعصر هو انعكاسها على نفسها. وبيَّن عضو اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو أن "التحولات الرقمية"، أو "الرقمنة"، التي يشهدها العالم، قد بدأت قبل أزمة كورونا، وجاءت ضمن جهود الأمم المتحدة لترسيخ "التنمية المستدامة" بحلول 2030، وأن هذه التحولات لها انعكاسات على مجالات الحياة المختلفة، مثل التعليم والطب والعمل. وطالب "بهاء درويش" الفلاسفة العرب بتوضح القيم التي يجب أن تظهر في الأفعال أو تترجَم إلى أفعال، وأن يحددوا المبادئ والتصورات التي تيسِّر حياتنا.. لافتًا إلى أن الفلسفة في عالمنا العربي لا تقوم بالدور الواجب؛ لأن صوت الفلاسفة غير مسموع بالقدر الكافي. وفي كلمته، ذكر د. حسام الزمبيلي، رئيس الصالون، أستاذ طب وجراحة العيون، أن التقدم العلمي المعاصر يبحث عمن يستعين به لفتح آفاق جديدة؛ وأن الصلة بين "العلوم الإنسانية" و"العلوم البحتة/ العلمية" صلة وثيقة وتُفيد كِلا المجالين. وأن العالم يحتاج للإبحار في الكون والتعرف على عوالم أخرى، وعلى كواكب غير الأرض. بدوره، أوضح د. محمد صالحين، الأمين العام للصالون، وأستاذ الفكر الإسلامي بكلية دار العلوم بجامعة المنيا، أنه يثمّن الجهود التي تنحو بالفلسفة إلى النواحي التطبيقية، دون الاكتفاء بالنواحي النظرية، وأن هذه النواحي التطبيقية تعد مجالاً متسعًا حيويًا للفلسفة والفكر.. مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية ازدهرت لسبعة قرون، وكانت الفلسفة الإسلامية متقدمة في ظل الفهم العميق للكون والإنسان. وأشار السنوسي محمد السنوسي، المستشار الإعلامي للصالون، إلى أن "كورونا" أعادت التذكير بأسئلة وحقائق مهمة؛ تتصل بالإنسان الذي كشفتْ عن ضعفه، بعد أن كان البعض يعتبره "سوبر مان".. وتتصل أيضًا بما كانت تتباهى به الحضارة المعاصرة من اختزال الزمن وإزالة الحواجر؛ فجاءت "كورونا" لتُوقف الزمن وتزيد الحواجز، بفعل العزل الطبي والاجتماعي.