الشيطان له أمنيات كثيرة يود لو ظفر بها وكل هذه الأمنيات تتبلور فى محاولته إغواء المسلم وإبعاده عن دينه يقول تعالى: 'الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء..".
أمنيات الشيطان:
ومن أمنيات الشيطان الكبيرة أن يلبس على أهل الطاعة ويشككهم فى طاعتهم ويوسوس لهم أنهم لا تقبل أعمالهم وأنهم أن تابوا ورجعوا لربهم ثم عصوه ثانية لا تقبل توبتهم.وهذا المدخل من مداخل الشيطان مدخل خبيث ولهذا حذرنا منه الله ورسوله والصالحين يقول علي رضي الله عنه: خياركم كل مفتن تواب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله، ويتوب. قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله، ويتوب. قيل: فإن عاد؟ قال يستغفر الله، ويتوب. قيل: حتى متى؟ قال علي: حتى يكون الشيطان هو المحسور. رواه ابن أبي الدنيا.وقيل للحسن البصري: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود؟ فقال: ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا -أي: باليأس من التوبة، والكف عنها-؛ فلا تملّوا من الاستغفار.
وقد روي ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين -يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب-.وقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا -وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا- فَقَالَ: رَبِّ، أَذْنَبْتُ -وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ-؛ فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ، أَذْنَبْتُ -أَوْ أَصَبْتُ- آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ، أَصَبْتُ -أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ- آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ.قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه لصحيح مسلم: ولو تكررت مائة مرة، بل ألفًا وأكثر، وتاب في كل مرة؛ قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة؛ صحت توبته.