قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله، فلينظر امرؤ من يخالل ".. وهذا معناه والله أعلم أن المرء يعتاد ما يراه من أفعال من صحبه، والدين العادة، فلهذا أمر ألا يصحب إلا من يرى منه ما يحل ويجمل، فإن الخير عادة.
ومن أشعار العرب:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. فكل قرين بالمقارن مقتدي
وهذا كثير جدا، والمعنى في ذلك: ألا يخالط الإنسان من يحمله على غير ما يحمد من الأفعال والمذاهب، وأما من يؤمن منه ذلك فلا حرج في صحبته.
وقد قال الله عز وجل: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " وجاء في التفسير: أحسن منها لأهل الإسلام، أو ردوها لأهل الذمة.
قال ابن عباس: لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه مقاله.
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرآداب وفوائد:
1-قيل لسعيد بن جبير: المجوسي يوليني خيرا فأشكره؟ قال: نعم. قيل: فإن سلم علي أفأرد عليه؟ قال: نعم.
2- وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال في أهل الذمة: " لا تبدأوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " فقد قال بذلك طائفة من أهل العلم منهم مالك بن أنس رحمه الله.
3- وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، أنهم كانوا يبدأون بالسلام كل من لقوه من مسلم أو ذمى.
فالمعنى في ذلك، والله أعلم، أنه ليس بواجب أن يبدأ المسلم المار القاعد الذمى، والراكب المسلم الذمى الماشي.
كما يجب ذلك بالسنة على من كان على دينه، فإن فعل فلا حرج عليه، فكأنه قال صلى الله عليه وسلم: " ليس عليكم أن تبدأوهم بالسلام ".
4- وكان الصحابي أبو أمامة رصي الله عنه، لا يمرّ بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلا بدأه بالسلام.
5- وروي عن ابن مسعود وأبي الدراء، وفضالة بن عبيد، أنهم كانوا يبدأون أهل الذمة بالسلام.
6- وقال ابن مسعود: إن من التواضع أن تبدأ بالسلام كل من لقيت.
7- وعن ابن عباس، أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: السلام عليك.
7- وسئل عبد الله بن وهب، صاحب مالك، عن غيبة النصراني، فقال: أو ليس من الناس؟ قالوا: بلى. قال: فإن الله عز وجل يقول: " وقولوا للناس حسنا ".