كان اليهود في المدينة المنورة يعترفون بصدق النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته، ولكن لم يسلموا بالرغم من وجود دلائل نبوته في كتبهم.
مناظرة:
يقول الصحابي صفوان بن عسال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي فنسأله، فقال الآخر: لا تقل نبي فإنه إن سمعك تقول: نبي كانت له أربعة أعين.
فانطلقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن قول الله- عز وجل- ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ، قال: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تفروا يوم الزحف، ولا تقذفوا محصنة، وعليكم خاصة اليهود- أن لا تعدوا في السبت.
فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد إنك نبي، قال: فما يمنعكما أن تسلما قالا: إن داود سأل ربه أن لا يزال في ذريته نبي، ونحن نخاف إن تبعناك أن تقتلنا اليهود.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينمناظرة أخرى:
كما اعترفت اليهود بنبوته صلى الله عليه وسلم ، حيث جاءوه يسألوه عن حد الزاني.
يقول الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء نفر من يهود وقد زنا رجل منهم وامرأة.
فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي بعث بالتخفيف فإن أفتانا حدا دون الرجم فعلناه، واحتججنا عند الله حين نلقاه بتصديق نبي من أنبيائك.
وإن أمرنا بالرجم عصيناه، فقد عصينا الله فيما كتب علينا من الرجم في التوراة.
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى في رجل منا زنى بعد ما أحصن؟
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرجع إليهم شيئا، وقام معه رجلان من المسلمين حتى أتوا بيت مدراس اليهود، فوجدهم يتدارسون التوراة.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر اليهود أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ما تجدون في التوراة من العقوبة على من زنى إذا أحصن؟ قالوا: نجبه، والتجبية أن يحملوا اثنين على حمار فيولون ظهر أحدهما ظهر الآخر.
قال:فسكت حبرهم وهو فتى شاب، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ناشده، فقال حبرهم: أما إذ نشدتهم فإنا نجد في التوراة الرجم على من أحصن.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: فما أول من ترخصتم أمر الله؟
فقال: زنا رجل منا ذو قرابة بملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، فزنى بعده آخر في أسرة من الناس، فأراد ذلك الملك أن يرجمه.
فقام قومه دونه فقالوا: لا والله لا ترجمه حتى يرجم فلان ابن عمه فاصطلحوا بينهم على هذه العقوبة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني أحكم بما في التوراة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما فرجما.