كثير من الناس، يلح على ذهنه بعض التساؤلات، المتعلقة بالكون، وعملية الخلق، من نوعية أسئلة حول كيف كان الأمر قبل الخلق، وما شكل الله، وهكذا، وهي أمور مرعبة جدًا، إذ يريد الإنسان أن يتخلص منها فلا يدري كيف.
حينما سئل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله تعالى عن رجل يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله عز وجل، أجاب بقوله: " على هذا المرء أن يُبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة، لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين، ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم، ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان، بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين ".
مهمة إبليس
على المسلم أن يعي جيدًا، أن مثل هذه الوساوس ستستمر مادامت السموات والأرض، لأنها بالأساس مهمة إبليس الأساسية، بل أنه وسوس بها إلى الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ذاتهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، فقال : « أو قد وجدتموه ؟ » قالوا : نعم، قال : « ذاك صريح الإيمان »، وفي الصحيحين عنه أيضًا أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال : « يأتي الشيطان أحدكم فيقول : : من خلق كذا ؟من خلق كذا ؟ حتى يقول : : من خلق ربك ؟ ! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته »، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال : إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلى من أن أتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة ».
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةابتلاء المؤمن
فكل الناس معرضون لأن يبتلوا بوساوس الشيطان ووساوس الكفر التي يضيق بها صدره، فإذا ضاق بها صدره، فذاك إنما هو صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه، فهذا عظيم الجهاد، إلى أن يقال: «ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم، لأنه ( أي الغير ) لم يسلك شرع الله ومنهاجه، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه.
وهذا مطلب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة، فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى »، فإذا رأيت في نفسك مثل هذه الوساوس فلا تيأس من روح الله، وإنما اعلم أنما الشيطان يريد إبعادك عن الطريق الصحيح الذي أنت عليه بالفعل.