تعاني الكثير من الفتيات من الألم المصاحب للدورة الشهرية، نتيجة الإصابة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي، وهو مرض ينمو فيه نسيج البطانة الداخلية للرحم في خارج الرحم أيضًا.

ويتصرف بنفس الطريقة التي تتصرف بها بطانة الرحم، حيث يحدث نزيف مع كل دورة شهرية، مما يسبب ألمًا شديدًا في منطقة البطن.

قال الدكتور سنيجول مارتينكين، أخصائي أمراض النساء والتوليد: "هناك العديد من الأعراض التي قد تشير إلى تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي. آلام الدورة الشهرية المنهكة، وآلام الحوض المزمنة لأكثر من ستة أشهر، والبقع غير المنتظمة، والانتفاخ، والتعب المزمن".

قال الدكتور مارتينكين، إن الانتباذ البطاني الرحمي يتطور على مدى سنوات عديدة ومن المهم اكتشافه مبكرًا.

وأوضح أن "الخلايا التي تشكل الغشاء المخاطي للرحم تميل إلى التكاثر وتشكيل بؤر بطانة الرحم التي تجعل المرض يتطور على أربع مراحل"، محذرًا من أنه "كلما تقدمت المرحلة، زادت فرص تسبب الانتباذ البطاني الرحمي في العقم ومشاكل صحية أخرى. وهذا هو السبب في أن التشخيص المبكر يمكن أن يمنع انتشار المرض".

لكن المثير للصدمة أن "الانتباذ البطاني الرحمي" يمكن أن يستغرق في المتوسط سبع سنوات حتى يتم تشخيصه وما يصل إلى 12 عامًا، كما تظهر الأبحاث.

قال فيلمانتي ماركيفيسيني، مؤسس العلامة التجارية لمنتجات النظافة النسائية "جنتل داي": "يميل المراهقات إلى المعاناة من دورات أكثر إيلامًا بسبب تقلب الهرمونات. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون آلام الدورة العادية سببًا للتغيب عن المدرسة أو الأنشطة اليومية الأخرى ويجب أن تهدأ باستخدام الأدوية المعتادة لتسكين الآلام".

أضاف: إذا وصفت مراهقة آلام الدورة الشهرية بأنها خفقان أو حرقان، فهذا يتطلب عناية طبية".

علامات الانتباذ البطاني الرحمي 

دورات مؤلمة وغزيرة أو غير منتظمة
ألم عند الذهاب إلى المرحاض
تعب طوال الوقت
آلام الحوض الشديدة بين فترات الحيض
الألم أثناء ممارسة الجنس وبعده وصعوبة الحمل، والتي قد تلاحظها النساء الأكبر سنًا.
قد يحدث أيضًا نزيف من الأمعاء.

في حالة الاشتباه في الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، فإن الطريقة النهائية الوحيدة لتشخيصه تكون من خلال إجراء منظار على البطن، عبر إدخال كاميرا (منظار البطن) في الحوض عن طريق قطع صغير بالقرب من السرة، حيث يبحث الطبيب عن علامات المرض حول قناة فالوب والمبيض وغير ذلك.

لا يوجد علاج للانتباذ البطاني الرحمي، ولكن يمكن إدارته بعدد من الأساليب.

أسباب أخرى للدورة الشهرية المؤلمة

إلى جانب الانتباذ البطاني الرحمي، تقول هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا، إن الألم المصاحب للدورة الشهرية قد يكون ناجمًا عن الأورام الليفية أو مرض التهاب الحوض أو العضال الغدي.

الأورام الليفية، التي تصيب واحدة من كل ثلاث نساء، هي الأكثر شيوعًا بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عامًا، ولكن يمكن أن تظهر مبكرًا في سن 16.

يمكن أن تسبب الأورام غير السرطانية، أعراضًا مشابهة للانتباذ البطاني الرحمي. لكن ثلثي النساء لاتظهر عليهن علامات.

مرض التهاب الحوض هو عدوى تصيب الجهاز التناسلي للأنثى، غالبًا بسبب العدوى المنقولة جنسيًا، وقد يؤدي إلى العقم.

يحدث العضال الغدي عندما يبدأ النسيج الذي يبطن الرحم عادة في النمو داخل جدار الرحم العضلي، مما يجعل الدورة الشهرية مؤلمة بشكل خاص.