حذرت دراسة مدعومة من الأمم المتحدة من أن العالم يسير بخطى سريعة لمواجهة مشاكل بيئية خلال سنوات مقبلة لن يمكن معالجتها إذا لم تفعل البشرية المزيد للسيطرة على الاحتباس الحراري.
وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها التقييمي السادس، إن الأرض تتجه نحو ارتفاع مستويات سطح البحر، واختفاء الجزر والحرارة الخانقة التي ستجعل بعض أجزاء العالم غير صالحة للسكن.
ووفقًا للتقرير الذي يتألف من 400 صفحة، ويستند إلى سنوات من البحث وآلاف الدراسات الأكاديمية، فإن تغير المناخ يحدث بالفعل بوتيرة متسارعة ويدفع الكوكب إلى ظروف أكثر قسوة.
وقال هوسونج لي، رئيس اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في بيان: "هذا التقرير تحذير خطير بشأن عواقب عدم اتخاذ أي إجراء. إنه يُظهر أن تغير المناخ يمثل تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا لرفاهيتنا وكوكبنا الصحي. إن إجراءاتنا اليوم ستشكل كيف يتكيف الناس وتستجيب الطبيعة لمخاطر المناخ المتزايدة".
اظهار أخبار متعلقة
ارتفاع درجات الحرارة عالميًا
ويحذر التقرير من أنه خلال العقدين المقبلين، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.7 درجة فهرنهايت - مما قد يؤدي إلى تأثيرات شديدة، بعضها سيكون لا رجعة فيه.
وقال إن الوفيات الناجمة عن الحرارة الشديدة وسوء التغذية والتلوث سترتفع بشكل كبير، لا سيما بين البلدان منخفضة الدخل التي لا تساهم إلا قليلاً في إصلاحات المناخ.
وتابع التقرير محذرًا: "الدليل العلمي التراكمي لا لبس فيه: تغير المناخ يشكل تهديدًا لرفاهية الإنسان وصحة كوكب الأرض".
وقال إن نشاط تغير المناخ المرتبط بالبشر سيعجل الأزمة، والاعتراف بالمخاطر هو الخطوة الأولى في اتخاذ إجراءات للحد من أسوأ آثار لتغير المناخ.
وأضاف التقرير أن "المجتمع البشري يؤثر على النظم البيئية ويمكنه استعادتها والمحافظة عليها. إن تحقيق أهداف التنمية المقاومة للمناخ وبالتالي دعم صحة الإنسان والنظام البيئي وصحة الكوكب، فضلاً عن رفاهية الإنسان، يتطلب انتقال المجتمع والنظم البيئية إلى حالة أكثر مرونة".
وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش التقرير الأول للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في الصيف الماضي بأنه "رمز أحمر للإنسانية".
ودعا الإثنين إلى بذل مزيد من الجهود لتجنب كارثة بيئية. وقال في بيان: "ما يقرب من نصف البشرية تعيش في منطقة الخطر - الآن. العديد من النظم البيئية على وشك اللاعودة – الآن".
وتابع: "نحتاج لأنظمة أهلية جديدة للتعامل مع هذا الواقع الجديد. التأخير يعني الموت".